فيها والتكلف، وإن كانت في حيز الجودة والرصافة والوثاقة.
وقوله (يحرى الشباب) معناه ينقص، يقال حري الشئ يحرى حريا إذا نقص وأحراه الزمان، ويقال للأفعى حارية، وهي التي كبرت ونقص جسمها، وذلك أخبث لها.
وقال أيضا:
أما الشباب فقد سبقت بقضه * وحططت رحلك مسرعا عن نقضه وأفاق مشتاق وأقصر عاذل * أرضاه فيك الشيب إذ لم ترضه شعر صحبت الدهر حتى جازني * مسوده الأقصى إلى مبيضه فعلى الصبي الآن السلام ولوعة * تثني عليه الدمع في مرفضه وليفن تفاح الخدود فلست من * تقبيله غزلا ولا من عضه وله أيضا:
وصال سقاني الخبل صرفا ولم يكن * ليبلغ ما أدت عقابيله الهجر وباقي شباب في مشيب مغلب * عليه اختناء اليوم يكثره الشهر وليس طليقا من تروح أو غدا * يسوم التصابي والمشيب له أسر تطاوحني العصران في رجويهما * يسيبني عصر ويعلقني عصر متاع من الدنيا استبد بجدتي * وأعظم جرم الدهر أن يمنع الدهر أما قوله (اختناء اليوم) فالاختناء عندهم هو الاستحياء والانخزال، واليوم ينخزل من مكاثرة الشهر لقصوره عنه.