وله أيضا:
أخي إن الصبي استمر به * سير الليالي فانهجت برده تصد عني الحسان مبعدة * إذ أنا لا تربه ولا صدده شيب على المفرقين بأرضه * يكثرني أن أبينه عدده تطلب عندي الشباب ظالمة * بعيد خمسين حين لا تجده لا عجب أن نقلت خلتنا * فافتقد الوصل منك مفتقده من يتطاول على مطاولة العيش تقعقع من ملة عمده وقد نبهنا في كتاب الغرر على هفوة الآمدي في قول البحتري (تقعقع من ملة عمده)، لأنه ظن أن معناه أن عظام الكبير المسن يجئ لها صوت إذا قام وقعد وتسمع لها قعقعة. وما سمعنا بهذا الذي ظنه في وصف ذوي الأسنان والكبر.
والمعنى أظهر من أن يخفى على أحد، لأنه أراد من عمر وأسن وطاول العيش تعجل رحيله وانتقاله عن الدنيا. وكنى عن ذلك بتقعقع العمد، لأن ذوي الاطناب والخيام إذا انتقلوا من محل إلى غيره وقوضوا عمد خيامهم وسارت بها الإبل سمعت لها قعقعة.
ومن أمثال العرب المعروفة (من يتجمع تتقعقع عمده)، يريدون أن التجمع يعقب التفرق والرحيل الذي تتقعقع معه العمد.
ومعنى قوله (من ملة) يريد من السأم والملال، دون ما ظنه الآمدي من أنه تملي العيش.
وله أيضا: