سكباج، فوقع أنو شروان على رقعته: قد حمدنا نصيحتك، وذممنا صديقك على سوء اختياره للإخوان.
جاء رجل إلى الوليد بن عبد الملك وهو خليفة عبد الملك على دمشق، فقال: أيها الأمير، إن عندي نصيحة، قال: اذكرها، قال: جار لي رجع من بعثه سرا، فقال:
أما أنت فقد أخبرتنا أنك جار سوء، فإن شئت أرسلنا معك، فإن كنت كاذبا عاقبناك، وإن كنت صادقا مقتناك، وإن تركتنا تركناك، قال بل أتركك أيها الأمير. قال: فانصرف.
ومثل هذا يحكى عن عبد الملك أن إنسانا سأله الخلوة، فقال لجلسائه: إذا شئتم! فانصرفوا، فلما تهيأ الرجل للكلام قال له: اسمع ما أقول، إياك أن تمدحني فأنا أعرف بنفسي منك، أو تكذبني فإنه لا رأى لمكذوب، أو تسعى بأحد إلى فإني لا أحب السعاية قال: أفيأذن أمير المؤمنين بالانصراف! قال: إذا شئت. وقال بعض الشعراء:
لعمرك ما سب الأمير عدوه * ولكنما سب الأمير المبلغ.
وقال آخر:
حرمت منائي منك إن كان ذا الذي (1) * أتاك به الواشون عنى كما قالوا ولكنهم لما رأوك شريعة * إلى تواصوا بالنميمة واحتالوا (2) فقد صرت أذنا للوشاة سميعة ينالون من عرضي ولو شئت ما نالوا.
وقال عبد الملك بن صالح لجعفر بن يحيى وقد خرج يودعه لما شخص إلى خراسان:
أيها الأمير، أحب أن تكون لي كما قال الشاعر:
.