ثم نهاهم أن يعرضوا لمال أحد من المسلمين أو من المعاهدين المعاهد هاهنا: هو الذمي أو من يدخل دار الاسلام من بلاد الشرك على عهد، إما لأداء رسالة أو لتجارة: ونحو ذلك ثم يعود إلى بلاده.
ثم نهاهم عن الظلم وأخذ أموال الناس على طريق المصادرة والتأويل الباطل، قال:
إلا أن تخافوا غائلة المعاهدين، بان تجدوا عندهم خيولا أو سلاحا، وتظنوا منهم وثبه على بلد من بلاد المسلمين، فإنه لا يجوز الاغضاء عن ذلك حينئذ.
قوله: " وأبلوا في سبيل الله "، أي اصطنعوا من المعروف في سبيل الله ما استوجب عليكم، يقال: هو يبلوه معروفا، أي يصنعه إليه قال زهير:
جزى الله بالاحسان ما فعلا بكم * وأبلاهما خير البلاء الذي يبلو (١).
قوله (عليه السلام) قد اصطنعا عندنا وعندكم أن نشكره "، أي لان نشكره، بلام التعليل وحذفها، أي أحسن إلينا لنشكره، وحذفها أكثر نحو قوله تعالى: ﴿لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم﴾ (2).
.