الشرح:
أصحاب المسالح: جماعات تكون بالثغر يحمون البيضة، والمسلحة هي الثغر، كالمرغبة، وفي الحديث: " كان أدنى مسالح فارس إلى العرب العذيب (1)، قال: يجب على الوالي ألا يتطاول على الرعية بولايته، وما خص به عليهم من الطول وهو الفضل، وإن تكون تلك الزيادة التي أعطيها سببا لزيادة دنوه من الرعية وحنوه عليهم.
ثم قال: " لكم عندي ألا أحتجز دونكم بسر "، أي لا أستتر. قال: إلا في حرب " وذلك لان الحرب يحمد فيها طي الاسرار، والحرب خدعه. ثم قال ولا أطوى دونكم أمرا إلا في حكم " أي أظهركم على كل ما نفسي مما يحسن أن أظهركم عليه، فأما أحكام الشريعة والقضاء على أحد الخصمين فإني لا أعلمكم به قبل وقوعه، كيلا تفسد القضية بأن يحتال ذلك الشخص لصرف الحكم عنه.
ثم ذكر أنه لا يؤخر لهم حقا عن محله - يعنى العطاء - وأنه لا يقف دون مقطعه، والحق هاهنا غير العطاء، بل الحكم، قال زهير:
فإن الحق مقطعه ثلاث * يمين أو نفار أو جلاء (2) أي متى تعين الحكم حكمت به وقطعت ولا أقف، ولا أتحبس.
ولما استوفى ما شرط لهم قال: فإذا أنا وفيت بما شرطت على نفسي وجبت لله عليكم النعمة ولى عليكم (3) الطاعة.
ثم أخذ في الاشتراط عليهم كما شرط لهم، فقال: ولى عليكم ألا تنكصوا عن .