وعندكم أن نشكره بجهدنا، وأن ننصره بما بلغت قوتنا، ولا قوه إلا بالله العلي العظيم.
* * * الشرح:
يقول: لو قدرنا أن القبائح العقلية كالظلم والبغي لا عقاب على فعلها بل في تركها ثواب فقط لم يكن الانسان معذورا إذا فرط في ذلك الترك لأنه يكون قد حرم نفسه نفعا هو قادر على إيصاله إليها.
قوله: " ولا تحشموا أحدا "، أي لا تغضبوا طالب حاجه فتقطعوه عن طلبها، أحشمت زيدا، وجاء " حشمته "، وهو أن يجلس إليك فتغضبه وتؤذيه. وقال ابن الأعرابي: حشمته: أخجلته، وأحشمته: أغضبته، والاسم الحشمة، وهي الاستحياء والغضب.
ثم نهاهم أن يبيعوا لأرباب الخراج ما هو من ضرورياتهم كثياب أبدانهم وكدابة يعتملون عليها، نحو بقر الفلاحة، وكعبد لا بد للانسان منه يخدمه، ويسعى بين يديه.
ثم نهاهم عن ضرب الأبشار لاستيفاء الخراج.
وكتب عدى بن أرطاة إلى عمر بن عبد العزيز يستأذنه في عذاب العمال، فكتب إليه كأني لك جنة من عذاب الله، وكأن رضاي ينجيك من سخط الله! من قامت عليه بينه، أو أقر بما لم يكن مضطهدا مضطرا الا الاقرار به، فخذه بأدائه، فإن كان قادرا عليه فاستأد، وإن أبى فاحبسه، وإن لم يقدر فخل سبيله، بعد أن تحلفه بالله أنه لا يقدر على شئ، فلان يلقوا الله بجناياتهم أحب إلى من أن ألقاه بدمائهم.