ومن كلام عمر أخشع عند القبور إذا نظرت إليها واستعص عند المعصية وذل عند الطاعة ولا تبذلن كلامك الا عند من يشتهيه ويتخذه غنما ولا تستعن على حاجتك إلا بمن يحب نجاحها لك وآخ الاخوان على التقوى وشاور في أمرك كله وإذا اشترى أحدكم بعيرا فليشتره جسيما، فإن أخطأته النجابة لم يخطئه السوق.
* * * أوفد بشر بن مروان وهو على العراق رجلا إلى عبد الملك، فسأله عن بشر فقال:
يا أمير المؤمنين، هو اللين في غير ضعف الشديد في غير عنف فقال عبد الملك: ذاك الأحوذي (١) ابن حنتمة (٢) الذي كان يأمن عنده البرئ ويخافه السقيم، ويعاقب على الذنب، ويعرف موضع العقوبة لأبشر بن مروان!.
* * * أذن عمر يوما للناس، فدخل شيخ كبير يعرج، وهو يقود ناقة رجيعا (٣) يجاذبها حتى وقف بين ظهراني الناس، ثم قال:
وإنك مسترعى وإنا رعية * وإنك مدعو بسيماك يا عمر لدى يوم شر شره لشراره * وخير لمن كانت مؤانسه الخير.
فقال عمر: لا حول ولا قوة الا بالله من أنت قال: عمرو بن براقة قال: ويحك فما منعك أن تقول ﴿واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول﴾ (4) ثم قرأها إلى آخرها وأمر بناقته فقبضت، وحمله على غيرها وكساه وزوده.