شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٤٠
ومن كلام عمر أخشع عند القبور إذا نظرت إليها واستعص عند المعصية وذل عند الطاعة ولا تبذلن كلامك الا عند من يشتهيه ويتخذه غنما ولا تستعن على حاجتك إلا بمن يحب نجاحها لك وآخ الاخوان على التقوى وشاور في أمرك كله وإذا اشترى أحدكم بعيرا فليشتره جسيما، فإن أخطأته النجابة لم يخطئه السوق.
* * * أوفد بشر بن مروان وهو على العراق رجلا إلى عبد الملك، فسأله عن بشر فقال:
يا أمير المؤمنين، هو اللين في غير ضعف الشديد في غير عنف فقال عبد الملك: ذاك الأحوذي (١) ابن حنتمة (٢) الذي كان يأمن عنده البرئ ويخافه السقيم، ويعاقب على الذنب، ويعرف موضع العقوبة لأبشر بن مروان!.
* * * أذن عمر يوما للناس، فدخل شيخ كبير يعرج، وهو يقود ناقة رجيعا (٣) يجاذبها حتى وقف بين ظهراني الناس، ثم قال:
وإنك مسترعى وإنا رعية * وإنك مدعو بسيماك يا عمر لدى يوم شر شره لشراره * وخير لمن كانت مؤانسه الخير.
فقال عمر: لا حول ولا قوة الا بالله من أنت قال: عمرو بن براقة قال: ويحك فما منعك أن تقول ﴿واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول﴾ (4) ثم قرأها إلى آخرها وأمر بناقته فقبضت، وحمله على غيرها وكساه وزوده.

(١) الأحوذي: الرجل الذي يسوق الأمور أحسن مساق لعلمه بها.
(٢) حنتمة: أم عمر بن الخطاب.
(٣) ناقة رجيع سفر، أي رجعت فيه مرات.
(٤) سورة الأنفال ٤١.
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281