شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢٨٩
عنه، وإنكار المرتضى وقوع ذلك وقوله: إنه لم ينقل فقد بينا أن الطبري ذكر في تاريخه أن عمر فعل ذلك برضا الغانمين وبعد أن جمعهم وقال لهم: ما استصلحه وما أدى إليه اجتهاده فرضوا به وأشهدوا الله عليهم والحاضرين.
وقد ذكر كثير من الفقهاء أن عمر عوض الغانمين عن أرض السواد ووقفه على مصالح المسلمين وهذا ما رواه الشافعي وذكر حديث التعريض أبو الحسن علي بن حبيب الماوردي في كتاب (الحاوي) في الفقه وذكره أيضا أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري في (شرح المزني).
وأما تعلق قاضى القضاة باجماع المسلمين فتعلق صحيح وطعن المرتضى فيه بالتقية وموافقة الامام المعصوم على الباطل طعن يسمج التعلق به وللبحث فيه سبح طويل.
وأما أمر الجزية فطريقه الاجتهاد وللامام أن يرى فيه رأيه بمشاورة الصلحاء والفقهاء وقد قال قاضى القضاة: إن الخبر الذي ذكره المرتضى وذكر أنه مرفوع وهو (على كل حالم دينار) خبر مظنون غير معلوم واعتراض المرتضى عليه بقوله هب أن الامر كذلك ألستم تزعمون أن خبر الواحد معمول عليه في الفروع! فهلا عمل عمر بهذا الخبر وإن كان خبر واحد - اعتراض ليس بلازم لأنه إذا كان خبر واحد عندنا لم يلزم أن يكون أيضا خبر واحد عند عمر بل من الجائز أن يكون مفتعلا بعد وفاة عمر ولو كان قد ثبت أن عمر سمع هذا الخبر من واحد أو اثنين من الصحابة ثم لم يعمل به كان الاعتراض لازما ولكن ذلك مما لم يثبت تم الجزء الثاني عشر من شرح نهج البلاغة ويليه الجزء الثالث عشر.
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281