شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٤٢
عند فتى من قريش، قد بسط لك نمرقة وكسر لك أخرى ثم قال: غننا يا حطيئة فطفقت تغنيه بأعراض الناس قال: يا أمير المؤمنين لا أعود ولا يكون ذلك.
قال: زيد بن أسلم ثم رأيت الحطيئة يوما بعد ذلك عند عبيد الله بن عمر قد بسط له نمرقة وكسر له أخرى ثم قال: تغنينا يا حطيئة وهو يغنيه فقلت يا حطيئة أما تذكر قول عمر لك! ففزع وقال: رحم الله ذلك المرء أما لو كان حيا ما فعلنا هذا. قال: فقلت لعبيد الله بن عمر: سمعت أباك يذكر كذا فكنت أنت ذلك الفتى.
* * * كان عمر يصادر خونه العمال، فصادر أبا موسى الأشعري وكان عامله على البصرة وقال له: بلغني أن لك جاريتين وأنك تطعم الناس من جفنتين و أعاده بعد المصادرة إلى عمله.
وصادر أبا هريرة وأغلظ عليه وكان عامله على البحرين فقال له: ألا تعلم أنى استعملتك على البحرين، وأنت حاف لا نعل في رجلك وقد بلغني أنك بعت أفراسا بألف وستمائة دينار قال أبو هريرة: كانت لنا أفراس فتناتجت فقال: قد حبست لك رزقك ومؤنتك وهذا فضل قال أبو هريرة: ليس ذلك لك قال: بلى والله وأوجع ظهرك! ثم قام إليه بالدرة فضرب ظهره حتى أدماه ثم قال إئت بها فلما أحضرها قال أبو هريرة: سوف احتسبها عند الله قال عمر: ذاك لو أخذتها من حل وأديتها طائعا أما والله ما رجت فيك أميمة أن تجبى أموال هجر واليمامة وأقصى البحرين لنفسك، لا لله و لا للمسلمين، ولم ترج فيك أكثر من رعية الحمر وعزله.
وصادر الحارث بن وهب أحد بنى ليث بكر بن كنانة وقال له: ما قلاص وأعبد بعتها بمائة دينار قال: خرجت بنفقة لي فاتجرت فيها، قال: وإنا والله ما بعثناك للتجارة
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281