فلما قدم إليه محمد اتخذ له طعاما وقدمه إليه فأبى أن يأكل فقال: ما لك لا تأكل طعامنا؟ قال: إنك عملت لي طعاما هو تقدمة للشر ولو كنت عملت لي طعام الضيف لأكلته فأبعد عنى طعامك، وأحضر لي مالك. فلما كان الغد وأحضر ماله جعل محمد يأخذ شطرا ويعطى عمرا شطرا فما رأى عمرو ما حاز محمد من المال قال:
يا محمد أقول؟ قال: قل ما تشاء: قال: لعن الله يوما كنت فيه واليا لابن الخطاب!
والله لقد رأيته ورأيت أباه وإن على كل واحد منهما عباءة قطوانية مؤتزرا بها ما تبلغ مأبض ركبتيه وعلى عنق كل واحد منهما حزمة من حطب وإن العاص ابن وائل لفي مزررات الديباج فقال: محمد إيها يا عمرو! فعمر والله خير منك، وأما أبوك وأبوه ففي النار ووالله لولا ما دخلت فيه من الاسلام لألفيت معتلفا شاة يسرك غزرها ويسوءك بكؤها. قال: صدقت فاكتم على قال: أفعل.
* * * جاءت سرية لعبيد الله بن عمر إلى عمر تشكوه، فقالت: يا أمير المؤمنين ألا تعذرني من أبى عيسى، قال: ومن أبو عيسى قالت: ابنك عبيد الله قال: ويحك وقد تكنى بأبي عيسى! ودعاه، وقال: إيها اكتنيت بأبي عيسى! فحذر وفزع، فاخذ يده فعضها حتى صاح، ثم ضربه وقال: ويلك! هل لعيسى أب أما تدرى ما كنى العرب؟
أبو سلمه أبو حنظلة أبو عرفطة أبو مرة.
كان عمر إذا غضب على بعض أهله لم يشتف حتى يعض يده، وكان عبد الله بن الزبير كذلك يقال إنه لم يل ولاية من ولد عمر وال عادل