شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢٨١
كانت هذه حاله وهو رعية وسوقة، فكيف يكون وهو خليفة، قد ملك مشارق الأرض ومغاربها، وخطب له على مائه ألف منبر! ولو أراد عمر إن يخطب بالخلافة لأبي هريرة لما خالفه أحد من الناس أبدا! فكيف يقول المرتضى: لماذا يتعسف عمر أبعد الطريقين، وغرضه يتم من أقربهما!
والعجب منه كيف يقول: خاف شناعة التصريح فمن لم يخف عندهم شناعة المخالفة لرسول الله صلى الله عليه وآله وهو يعلم أن المسلمين يعلمون أنه مخالف لله تعالى ولرسوله قائم في مقام لم يجعله الله تعالى له، كيف يخاف شناعة التصريح باسم عثمان لو كان يريد استخلافه! إن هذا لأعجب من العجب!
* * * الطعن العاشر قولهم: إنه أبدع في الدين ما لا يجوز كالتراويح، وما عمله في الخراج الذي وضعه على السواد وفي ترتيب الجزية وكل ذلك مخالف للقرآن والسنة، لأنه تعالى جعل الغنيمة للغانمين، والخمس منها لأهل الخمس، فخالف القرآن، وكذلك السنة تنطق في الجزية أن على كل حالم دينارا، فخالف في ذلك السنة وأن الجماعة لا تكون إلا في المكتوبات، فخالف السنة.
أجاب قاضى القضاة عن ذلك، بأن قيام شهر رمضان، قد روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه عمله ثم تركه وإذا علم أن الترك ليس بنسخ صار سنة يجوز أن يعمل بها وإذا كان ما لأجله تركه (1) من التنبيه بذلك على أنه ليس بفرض ومن تخفيف التعبد

(1) الشافي: (ترك).
(٢٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281