شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢٥٦
يهلون بالحج ورؤوسهم تقطر، وإذا كان قد اعتذر لنفسه فقد كفانا مؤنة الاعتذار.
* * * الطعن التاسع ما روى عنه من قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، وانه ذم كل واحد، بأن ذكر فيه طعنا ثم أهله للخلافة بعد أن طعن فيه، وأنه جعل الامر إلى ستة، ثم إلى أربعة (1) ثم إلى واحد، قد وصفه بالضعف والقصور، وقال:
ان اجتمع على وعثمان فالقول ما قالاه، وان صاروا ثلاثة وثلاثة فالقول للذين فيهم عبد الرحمن، وذلك لعلمه بان عليا وعثمان لا يجتمعان، وان عبد الرحمن لا يكاد يعدل بالامر عن ختنه وابن عمه، وانه أمر بضرب أعناقهم إن تأخروا عن البيعة فوق ثلاثة أيام، وانه أمر بقتل من يخالف الأربعة منهم أو الذين فيهم عبد الرحمن.
أجاب قاضى القضاة عن ذلك، فقال: الأمور الظاهرة لا يجوز ان يعترض عليها بأخبار غير صحيحة، والامر في الشورى ظاهر، وان الجماعة دخلت فيها بالرضا ولا فرق بين من قال في أحدهم: انه دخل فيها لا بالرضا وبين من قال ذلك في جميعهم، ولذلك جعلنا دخول أمير المؤمنين عليه السلام في الشورى أحد ما يعتمد عليه في أن لا نص يدل عليه، انه المختص بالإمامة، لأنه قد كان يجب عليه ان يصرح بالنص على نفسه، بل يحتاج إلى ذكر فضائله ومناقبه، لان الحال حال مناظرة ولم يكن الامر مستقرا لواحد، فلا يمكن ان يتعلق بالتقية والمتعالم من حاله انه لو امتنع من هذا الامر في الشورى أصلا لم يلحقه الخوف فضلا عن غيره، ومعلوم ان دلالة الفعل أحسن من دلالة القول، من حيث كان الاحتمال فيه أقل، والمروي ان عبد الرحمن (2) اخذ الميثاق على الجماعة

(1) الشافي: (ثم جعل الامر إلى ستة، ثم إلى أربعة).
(2) في الأصول: (عمر)، والصواب ما أثبته من الشافي.
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281