شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ١١٦
ثم ضعها في موضعها، فقال: مالي شئ أجعلها فيه! فشقت أسفل درعها (1) فأعطته خرقه فشدها فيها، ثم خرج فقسمها كلها بين أبناء الشهداء والفقراء فجاء الحارث إلى عمر فأخبره، فقال: رحم الله عميرا! ثم لم يلبث ان هلك، فعظم مهلكه على عمر، وخرج مع رهط من أصحابه ماشين إلى بقيع الغرقد، فقال لأصحابه: ليتمنين كل واحد منا أمنيته، فكل واحد تمنى شيئا، وانتهت الأمنية إلى عمر، فقال: وددت أن لي رجلا مثل عمير بن سعد استعين به على أمور المسلمين!
* * * [نبذ من كلام عمر] ومن كلام عمر: إياكم وهذه المجازر، فان لها ضراوة كضراوة الخمر.
وقال: إياكم والراحة فإنها غفلة.
وقال: السمن غفلة.
وقال: لا تسكنوا نساءكم الغرف، ولا تعلموهن الكتابة، واستعينوا عليهن بالعرى وعودوهن قول (لا) فإن (نعم) تجرئهن على المسألة.
وقال: تبين عقل المرء في كل شئ، حتى في علته، فإذا رأيته يتوقى على نفسه الصبر عن شهوته، ويحتمي من مطعمه ومشربه، عرفت ذلك في عقله، وما سألني رجل عن شئ قط الا تبين لي عقله في ذلك.
وقال: إن للناس حدودا ومنازل، فانزلوا كل رجل منزلته، وضعوا كل انسان في حده، واحملوا كل امرئ بفعله على قدره.
وقال: اعتبروا عزيمة الرجل بحميته، وعقله بمتاع بيته. قال أبو عثمان الجاحظ: لأنه

(1) الدرع: القميص.
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281