شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢٩
إلى فتى ماجد الأعراق مقتبل * سهل المحيا كريم غير ملجاج (1) تنميه أعراق صدق حين تنسبه * أخي قداح عن المكروب فراج سامي النواظر من بهز له قدم * تضئ صورته في الحالك الداجي فقال عمر: الا لا أدري معي رجلا يهتف به العواتق في خدورهن! على بنصر ابن حجاج فأتى به، فإذا هو أحسن الناس وجها وعينا وشعرا، فامر بشعره فجز فخرجت له وجنتان كأنه قمر، فأمره ان يعتم فاعتم ففتن النساء بعينيه، فقال عمر: لا ولله لا تساكنني بأرض أنا بها، قال: ولم يا أمير المؤمنين قال: هو ما أقول لك فسيره إلى البصرة.
وخافت المرأة (2) التي سمع عمر منها ما سمع ان يبدر إليها منه شئ، فدست إليه أبياتا قل للأمير الذي تخشى بوادره * ما لي وللخمر أو نصر بن حجاج انى بليت أبا حفص بغيرهما * شرب الحليب وطرف فاتر ساج لا تجعل الظن حقا أو تبينه * ان السبيل سبيل الخائف الراجي ما منية قلتها عرضا بضائرة * والناس من هالك قدما ومن ناج ان الهوى رعية التقوى تقيده * حتى أقر بإلجام وإسراج فبكى عمر وقال: الحمد لله الذي قيد الهوى بالتقوى.
واتته يوما أم نصر حين اشتدت عليها غيبة ابنها، فتعرضت لعمر بين الأذان والإقامة فقعدت له على الطريق فلما خرج يريد الصلاة هتفت به، وقالت: يا أمير المؤمنين لأجاثينك (3) غدا بين يدي الله عز وجل ولأخاصمنك إليه، يبيت عاصم وعبد الله إلى

(1) الملجاج: من الملاجة، وهي التمادي في الخصومة.
(2) ذكروا أن المرأة المتمنية هي الفارعة بنت همام بن عروة بن مسعود الثقفي.
(3) الجثو: الجلوس على الركبتين للخصومة.
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281