شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٥١
قال فقطع على الكلام فقال ولا في ابنه أبى جهل لما أراد ان يخطبها على فاطمة!.
قلت قال الله تعالى ولم نجد له عزما وصاحبنا لم يعزم على سخط رسول الله صلى الله عليه وآله ولكن الخواطر التي لا يقدر أحد على دفعها عن نفسه وربما كان من الفقيه في دين الله العالم العامل بأمر الله.
فقال: يا بن عباس، من ظن أنه يرد بحوركم فيغوص فيها معكم حتى يبلغ قعرها فقد ظن عجزا! أستغفر الله لي ولك خذ في غيرها.
ثم أنشأ يسألني عن شئ من أمور الفتيا وأجيبه فيقول أصبت أصاب الله بك أنت والله أحق أن تتبع!.
* * * أشرف عبد الملك على أصحابه وهم يتذاكرون سيرة عمر فغاظه ذلك وقال إيها عن ذكر سيرة عمر فإنها مزراة على الولاة مفسدة للرعية.
* * * قال ابن عباس: كنت عند عمر فتنفس نفسا ظننت أن أضلاعه قد انفرجت فقلت ما أخرج هذا النفس منك يا أمير المؤمنين: إلا هم شديد! قال أي والله يا بن عباس! إني فكرت فلم أدر فيمن أجعل هذا الامر بعدي! ثم قال: لعلك ترى صاحبك لها أهلا قلت: وما يمنعه من ذلك مع جهاده وسابقته وقرابته وعلمه! قال صدقت، ولكنه امرؤ فيه دعا به، قلت: فأين أنت عن طلحة قال ذو البأو وبإصبعه المقطوعة! قلت: فعبد الرحمن؟ قال: رجل ضعيف لو صار الامر إليه لوضع خاتمه في يد امرأته قلت: فالزبير؟ قال شكس لقس (3) يلاطم في النقيع في صاع

(١) سورة طه ١١٥.
(2) البأو: العجب والتفاخر.
(3) اللقس الشكس: سئ الخلق، كذا فسره صاحب اللسان، وأورد الخبر.
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281