قوله (فلقد قوم الأود) أي العوج أود الشئ بالكسر يأود أودا أي أعوج وتأود العود يتأود.
والعمد انفضاخ (١) سنام البعير ومنه يقال للعاشق عميد القلب ومعموده.
قوله (أصاب خيرها) أي خير الولاية وجاء بضميرها ولم يجر ذكرها لعادة العرب في أمثال ذلك كقوله تعالى ﴿حتى توارت بالحجاب﴾ (2).
وسبق شرها أي مات أو قتل قبل الاحداث والاختلاط الذي جرى بين المسلمين.
قوله (واتقاه بحقه) أي بأداء حقه والقيام به.
فان قلت وأي معنى في قوله (واتقاه بأداء حقه) وهل يتقى الانسان الله بأداء الحق إنما قد تكون التقوى علة في أداء الحق فاما أن يتقى بأدائه فهو غير معقول.
قلت أراد عليه السلام انه اتقى الله ودلنا على أنه اتقى الله بأدائه حقه فأداء الحق علة في علمنا بأنه قد اتقى الله سبحانه.
ثم ذكر انه رحل وترك الناس في طرق متشعبة متفرقة فالضال لا يهتدى فيها و المهتدي لا يعلم أنه على المنهج القويم وهذه الصفات إذا تأملها المنصف وأماط عن نفسه الهوى علم أن أمير المؤمنين عليه السلام لم يعن بها الا عمر لو لم يكن قد روى لنا توقيفا ونقلا أن المعنى بها عمر فكيف وقد رويناه عمن لا يتهم في هذا الباب * * * [نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه] ونحن نذكر في هذا الموضع نكتا من كلام عمر وسيرته وأخلاقه.