شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢٥١
وأما قول المرتضى من أين لقاضي القضاة أن ما اعتمده الحسن والحسين من الكف والاقدام كان عن الاجتهاد! فجيد وجواب صحيح على أصول الامامية لأنه: ليس بمستحيل أن يعتمدا ذلك بوصية سابقة من أبيهما عليه السلام.
وأما قوله لقاضي القضاة: كلامك مضطرب لأنك أسندت ما اعتمداه إلى الاجتهاد ثم قلت: وقد كان تمكن الحسن أكثر من تمكن الحسين عليه السلام، وهذا يؤدى إلى أن أحدهما غرر بنفسه والاخر فرط في تسليم حقه فليس بجيد والذي أراده قاضى القضاة الدلالة على جواز الاجتهاد وأنه طريقة المسلمين كلهم وأهل البيت عليهم السلام وأوما إلى ما اعتمده الحسن من تسليم الامر إلى معاوية وما اعتمده الحسين من منازعة يزيد الخلافة فعملا فيها بموجب اجتهادهما وما غلب على ظنونهما من المصلحة وقد كان تمكن الحسن عليه السلام في الحال الحاضرة أكثر من تمكن الحسين عليه السلام في حاله الحاضرة لان جند الحسن كان حوله ومطيفا به - وهم كما روى مائه ألف - سيف ولم يكن مع الحسين عليه السلام ممن يحيط به ويسير بمسيره إلى العراق إلا دون مائة فارس ولكن ظنهما في عاقبة الامر ومستقبل الحال كان مختلفا فكان الحسن يظن خذلان أصحابه عند اللقاء والحرب وكان الحسين عليه السلام يظن نصرة أصحابه عند اللقاء والحرب فلذلك أحجم أحدهما وأقدم الاخر، فقد بان أن قول قاضى القضاة غير مضطرب ولا متناقض.
* * * الطعن الثامن ما روى عن عمر من قوله (متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله أنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما) وهذا اللفظ قبيح لو صح المعنى فكيف إذ فسد! لأنه ليس ممن
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281