له أبواب كثيرة والسعيد من أنصف من نفسه ورفض الهوى وتزود التقوى وبالله التوفيق!
* * * [ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر] وأما إسلام عمر فإنه أسلم فكان تمام أربعين إنسانا في أظهر الروايات وذلك في السنة السادسة من النبوة وسنه إذ ذاك ست وعشرون سنة وكان عمر ابنه عبد الله يومئذ ست سنين وأصح ما روى في إسلامه رواية أنس بن مالك عنه قال خرجت متقلدا سيفي فلقيت رجلا من بنى زهرة فقال أين تعمد؟ قلت: أقتل محمدا قال وكيف تأمن في بني هاشم وبنى زهرة؟ فقلت: ما أراك إلا صبوت! قال أفلا أدلك على العجب!
إن أختك وزوجها قد صبوا فمشى عمر فدخل عليهما ذامرا وعندهما رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يقال له خباب بن الأرت فلما سمع خباب حس عمر توارى فقال عمر ما هذه الهينمة (1) التي سمعتها عندكم؟ وكانوا يقرءون (طه) على خباب فقال ما عندنا شئ إنما هو حديث كنا نتحدثه بيننا قال فلعلكما قد صبوتما (2) فقال له ختنه أرأيت يا عمر إن كان الحق في غير دينك! فوثب عمر على ختنه فوطئه وطئا شديدا فجاءت أخته فدفعته عن زوجها فنفحها بيده فأدمى وجهها فجاهرته فقالت إن الحق في غير دينك وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فاصنع ما بدا لك! فلما يئس قال أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم فأقرؤه وكان عمر يقرأ الخط -