للوليد إبله ويرفع أحماله ويحفظ متاعه فلما كان بالبلقاء لقيه رجل من علماء الروم فجعل ينظر إليه ويطيل النظر لعمر ثم قال أظن اسمك يا غلام (عامرا) أو (عمران) أو نحو ذلك قال اسمي (عمر) قال: اكشف عن فخذيك فكشف فإذا على أحدهما شامة سوداء في قدر راحة الكف فسأله أن يكشف عن رأسه فكشف فإذا هو أصلع فسأله أن يعتمل بيده فاعتمل فإذا أعسر أيسر فقال له: أنت ملك العرب وحق مريم البتول! قال فضحك عمر مستهزئا قال أو تضحك وحق مريم البتول إنك ملك العرب وملك الروم وملك الفرس! فتركه عمر وانصرف مستهينا بكلامه وكان عمر يحدث بعد ذلك ويقول تبعني ذلك الرومي وهو راكب حمارا فلم يزل معي حتى باع الوليد متاعه وابتاع بثمنه عطرا وثيابا وقفل إلى الحجاز والرومي يتبعني لا يسألني حاجة ويقبل يدي كل يوم إذا أصبحت كما تقبل يد الملك حتى خرجنا من حدود الشام ودخلنا في أرض الحجاز راجعين إلى مكة فودعني ورجع وكان الوليد يسألني عنه فلا أخبره ولا أراه إلا هلك ولو كان حيا لشخص إلينا * * * [تاريخ موت عمر والأخبار الواردة في ذلك] فأما تاريخ موته فان أبا لؤلؤة طعنه يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة من سنة ثلاث وعشرين ودفن يوم الأحد صباح هلال المحرم سنة أربع وعشرين وكانت ولايته عشر سنين وستة أشهر وهو ابن ثلاث وستين في أظهر الأقوال وقد كان قال على المنبر يوم جمعة وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وأبا بكر إني قد رأيت رؤيا أظنها لحضور أجلى رأيت كأن ديكا نقرني نقرتين فقصصتها على أسماء
(١٨٤)