[فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه] ونذكر في هذا الموضع به على عمر في (المغني) من المطاعن وما اعترض به الشريف المرتضى على قاضى القضاة وما أجاب به قاضى القضاة في كتابه المعروف (بالشافي) ونذكر ما عندنا في البعض من ذلك * * * الطعن الأول قال قاضى القضاة: أول ما طعن به عليه قول من قال: إنه بلغ من قلة علمه أنه لم يعلم أن الموت يجوز على النبي صلى الله عليه وآله وأنه أسوة الأنبياء في ذلك حتى قال والله ما مات محمد ولا يموت حتى تقطع أيدي رجال وأرجلهم فلما تلا عليه أبو بكر قوله تعالى (إنك ميت وإنهم ميتون) (١) وقوله (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم...) (٢) الآية قال: أيقنت بوفاته وكأني لم أسمع هذه الآية فلو كان يحفظ القرآن أو يفكر فيه لما قال ذلك وهذا يدل على بعده من حفظ القرآن وتلاوته ومن هذا حاله لا يجوز أن يكون إماما.
قال قاضى القضاة وهذا لا يصح لأنه قد روى عنه أنه قال كيف يموت وقد قال الله تعالى ﴿ليظهره على الدين كله﴾ (3) وقال: (وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا) (4) ولذلك نفى موته عليه السلام لأنه حمل الآية على أنها خبر عنه في حال حياته