شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ١٩٥
[فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه] ونذكر في هذا الموضع به على عمر في (المغني) من المطاعن وما اعترض به الشريف المرتضى على قاضى القضاة وما أجاب به قاضى القضاة في كتابه المعروف (بالشافي) ونذكر ما عندنا في البعض من ذلك * * * الطعن الأول قال قاضى القضاة: أول ما طعن به عليه قول من قال: إنه بلغ من قلة علمه أنه لم يعلم أن الموت يجوز على النبي صلى الله عليه وآله وأنه أسوة الأنبياء في ذلك حتى قال والله ما مات محمد ولا يموت حتى تقطع أيدي رجال وأرجلهم فلما تلا عليه أبو بكر قوله تعالى (إنك ميت وإنهم ميتون) (١) وقوله (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم...) (٢) الآية قال: أيقنت بوفاته وكأني لم أسمع هذه الآية فلو كان يحفظ القرآن أو يفكر فيه لما قال ذلك وهذا يدل على بعده من حفظ القرآن وتلاوته ومن هذا حاله لا يجوز أن يكون إماما.
قال قاضى القضاة وهذا لا يصح لأنه قد روى عنه أنه قال كيف يموت وقد قال الله تعالى ﴿ليظهره على الدين كله﴾ (3) وقال: (وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا) (4) ولذلك نفى موته عليه السلام لأنه حمل الآية على أنها خبر عنه في حال حياته

(١) سورة المؤمن ١٥ (٢) سورة آل عمران ١٤٤.
(٣) سورة التوبة ٣٣ (4) سورة النور 55.
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281