شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ١٢٠
وكتب إلى سليمان بن ربيعة يلومه في حلمه عنه، فلما قرأ عمرو الكتاب، قال: من ترونه يعنى؟ قالوا: أنت اعلم، قال هددني بعلي والله، وقد كان صلى بناره مرة في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله، وأفلت من يده بجريعة (1) الذقن، وذلك حين ارتدت مذحج، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله أمر عليها فروة بن مسيك المرادي، فأساء السيرة، و نابذ عمرو بن معد يكرب ففارقه في كثير من قبائل مذحج فاستجاش فروة عليه و عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله، فأرسل خالد بن سعيد بن العاص في سرية وخالد بن الوليد بعده في سرية ثانية وعلي بن أبي طالب عليه السلام في سرية ثالثة وكتب إليهم كل واحد منكم أمير من معه فإذا اجتمعتم فعلى أمير على الكل فاجتمعوا بموضع من أرض اليمن يقال له (كسر) فاقتتلوا هناك وصمد عمرو بن معد يكرب لعلى عليه السلام - وكان يظن أن لا يثبت له أحد من شجعان العرب - فثبت له فعلا عليه وعاين منه ما لم يكن يحتسبه ففر من بين يديه هاربا ناجيا بحشاشة نفسه بعد أن كاد يقتله وفر معه رؤساء مذحج وفرسانهم وغنم المسلمون أموالهم وسبيت ذلك اليوم ريحانه بنت معد يكرب أخت عمرو فأدى خالد بن سعيد بن العاص فداءها من ماله فأصابه عمرو أخوها الصمصامة فلم يزل ينتقل في بنى أمية ويتداولونه واحدا بعد واحد حتى صار إلى بنى العباس في أيام المهدى محمد بن المنصور أبى جعفر * * * [فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة] فأما ما نقل عن عمر من الألفاظ الغريبة اللغوية التي شرحها المفسرون فنحن نذكر من ذلك ما يليق بهذا الكتاب.

(1) أي قرب الموت منه كقرب الجريعة من الذقن، وذلك إذا أشرف على التلف ثم نجا، وهذا مثل يضرب في إفلات الجبان. والجريعة: بقية الروح. وانظر الميداني 2: 69.
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281