شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢٦٥
عظيما) (1) فرجع علي عليه السلام حتى بايعه، وهو يقو: خدعة وأي (2) خدعه!
وروى البلاذري في كتابه، عن ابن الكلبي عن أبيه عن أبي مخنف، في اسناد له ان عليا عليه السلام لما بايع عبد الرحمن عثمان كان قائما، فقال له عبد الرحمن: بايع والا ضربت عنقك ولم يكن يومئذ مع أحد سيف غيره، فخرج على مغضبا، فلحقه أصحاب الشورى، فقالوا له: بايع والا جاهدناك. فاقبل معهم يمشى حتى بايع عثمان.
قال المرتضى: فأي رضا هاهنا، وأي اجماع! وكيف يكون مختارا من تهدد بالقتل وبالجهاد! وهذا المعنى وهو حديث ضرب العنق لو روته الشيعة لتضاحك المخالفون منه وتغامزوا، وقالوا: هذا من جملة ما تدعونه من المحال، وتروونه من الأحاديث، وقد أنطق الله به رواتهم، وأجراه على أفواه ثقاتهم، ولقد تكلم المقداد في ذلك اليوم بكلام طويل يفند فيه ما فعلوه من بيعة عثمان، وعدولهم بالامر عن أمير المؤمنين إلى أن قال له عبد الرحمن:
يا مقداد، اتق الله، فإني خائف عليك الفتنة. ثم إن المقداد قام فأتى عليا، فقال: أتقاتل فنقاتل معك؟ فقال على: فبمن أقاتل! وتكلم أيضا عمار - فيما رواه أبو مخنف - فقال:
يا معشر قريش، أين تصرفون هذا الامر عن بيت نبيكم؟ تحولونه هاهنا مرة وهاهنا مرة! اما والله ما انا بآمن ان ينزعه الله منكم فيضعه في غيركم كما انتزعتموه من أهله، ووضعتموه في غير أهله. فقال له هشام بن الوليد: يا بن سمية، لقد عدوت طورك، وما عرفت قدرك، وما أنت وما رأته قريش لأنفسها انك لست في شئ من أمرها وإمارتها فتنح عنها وتكلمت قريش بأجمعها، وصاحت بعمار وانتهرته، فقال: الحمد لله ما زال أعوان الحق قليلا.
روى أبو مخنف أيضا ان عمارا قال هذا البيت ذلك اليوم:

(١) سورة الفتح ١٠ (٢) الطبري: (أيما).
(٣) تاريخ الطبري ٥: ٤١.
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281