شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢٦٦
يا ناعي الاسلام قم فانعه * قد مات عرف وأتى منكر!
اما والله لو أن لي أعوانا لقاتلتهم، وقال أمير المؤمنين عليه السلام: لئن قاتلتهم بواحد لأكونن ثانيا، فقال: والله ما أجد عليهم أعوانا، ولا أحب ان أعرضكم لما لا تطيقون.
وروى أبو مخنف، عن عبد الرحمن بن جندب، عن أبيه قال: دخلت على علي عليه السلام وكنت حاضرا بالمدينة يوم بويع عثمان، فإذا هو واجم كئيب، فقلت:
ما أصاب قوم صرفوا هذا الامر عنكم! فقال صبر جميل! فقلت: سبحان الله انك لصبور قال:
فاصنع ماذا؟ قلت: تقوم في الناس خطيبا فتدعو هم إلى نفسك، وتخبرهم انك أولى بالنبي صلى الله عليه وآله بالعمل والسابقة، وتسألهم النصر على هؤلاء المتظاهرين عليك، فان أجابك عشرة من مائه شددت بالعشرة على المائة، فان دانوا لك كان ما أحببت وان أبوا قاتلتهم، فان ظهرت عليهم فهو سلطان الله آتاه نبيه صلى الله عليه وآله وكنت أولى به منهم إذ ذهبوا بذلك، فرده الله إليك وان قتلت في طلبه فقتلت شهيدا، وكنت أولى بالعذر عند الله تعالى في الدنيا والآخرة. فقال عليه السلام:
أو تراه كان تابعي من كل مائه عشرة! قلت: لأرجو ذلك، قال: لكني لا أرجو ولا والله من المائة اثنين وسأخبرك من أين ذلك! ان الناس إنما ينظرون إلى قريش، فيقولون: هم قوم محمد صلى الله عليه وآله وقبيلته، وان قريشا تنظر إلينا فتقول:
ان لهم بالنبوة فضلا على سائر قريش، وانهم أولياء هذا الامر دون قريش والناس، وانهم ان ولوه لم يخرج هذا السلطان منهم إلى أحد ابدا، ومتى كان في غيرهم تداولتموه بينكم، فلا والله لا تدفع قريش إلينا هذا السلطان طائعة ابدا. قلت:
أفلا ارجع إلى المصر فأخبر الناس بمقالتك هذه وأدعو الناس إليك فقال يا جندب ليس هذا زمان ذلك فرجعت فكلما ذكرت للناس شيئا من فضل على زبروني
(٢٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281