شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢٥٤
جماعة من الصحابة والتابعين كعبد الله بن عباس، وعبد الله بن مسعود، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وسلمة بن الأكوع، وأبى سعيد الخدري، وسعيد بن جبير ومجاهد، وغير ما ذكرناه ممن يطول ذكره، فأما سادة أهل البيت عليهم السلام وعلماؤهم فأمرهم واضح في الفتيا بها، كعلى بن الحسين زين العابدين، وأبى جعفر الباقر عليه السلام وأبى عبد الله الصادق عليه السلام وأبى الحسن موسى الكاظم وعلي بن موسى الرضا عليه السلام وما ذكرنا من فتيا من أشرنا إليه من الصحابة بها يدل على أوضح بطلان ما ذكره صاحب الكتاب من ارتفاع النكير لتحريمها، لان مقامهم على الفتيا بها نكير.
فأما متعة الحج فقد فعلها النبي (ص) والناس أجمع من بعده، والفقهاء في أعصارنا هذه لا يرونها خطأ بل صوابا.
فأما قول صاحب الكتاب: ان عمر إنما أنكر فسخ الحج فباطل، لان ذلك أولا لا يسمى متعة، ولان ذلك ما فعل في أيام النبي (ص) ولا فعله أحد من المسلمين بعده وإنما هو من سنن الجاهلية، فكيف يقول عمر: متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله، وكيف يغلظ ويشدد فيما لم يفعل، ولا فعل (1).
قلت: لا شبهة ان الظاهر من كلام عمر إضافة النهى إلى نفسه، لكنا يجب علينا ان نترك ظاهر اللفظ إذا علمنا من قائله ما يوجب صرف اللفظ عن الظاهر كما يعتمده كل أحد في القرائن المقترنة بالألفاظ المعلوم من حال عمر انه لم يكن يدعى انه ناسخ لشريعة

(1) الشافي 257، وفيه: (ولا يفعل).
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281