شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢٦٣
لأنه قد يستحقه من لا يصل إليه، وقد يصل إلى من لا يستحقه، وليس يمتنع ان يريد:
إنما كنا نسأله صلى الله عليه وآله إعادة النص قبل الموت، ليتجدد ويتأكد، ويكون لقرب العهد إليه بعيدا من أن يطرح.
فان قيل: أليس قد أنكرتم على صاحب الكتاب من التأويل بعينه فيما استعمله من الرواية عن أبي بكر من قوله: ليتني كنت سالت رسول الله صلى الله عليه وآله هل للأنصار في هذا الامر حق؟
قلنا: إنما أنكرناه في ذلك الخبر، لأنه لا يليق به من حيث قال، فكنا لا ننازعه أهله، وهذا قول من لا علم له بأنه ليس للأنصار حق في الإمامة، ومن كان يرجع في أن لهم حقا في الامر أو لا حق لهم فيه، إلى ما يسمعه مستأنفا، وليس هذا في الخبر الذي ذكرناه. (1) وروى العباس بن هشام الكلبي عن أبيه، عن جده في اسناده، ان أمير المؤمنين عليه السلام شكا إلى العباس ما سمع من قول عمر: كونوا مع الثلاثة الذين فيهم عبد الرحمن ابن عوف، وقال: والله لقد ذهب الامر منا، قال: وكيف قلت ذلك يا بن أخي! قال:
ان سعدا لا يخالف ابن عمه عبد الرحمن، وعبد الرحمن نظير عثمان وصهره، فأحدهما يختار لصاحبه لا محالة وإن كان الزبير وطلحة معي، فلن انتفع بذلك إذا كان ابن عوف في الثلاثة الآخرين.
قال ابن الكلبي: عبد الرحمن زوج أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، وأمها أروى بنت كريز، وأروى أم عثمان، فلذلك قال: صهره.
وفى رواية الطبري ان عبد الرحمن دعا عليا عليه السلام، فقال: عليك عهد الله

(1) الشافي 259
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281