شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢٦٢
فقال: يا عم عدلت عنا! قال: وما علمك؟ قال: قرن بي عثمان، وقال: كونوا مع الأكثر، وان رضى رجلان رجلا، ورجلان رجلا، فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن، فسعد لا يخالف ابن عمه عبد الرحمن، وعبد الرحمن صهر عثمان لا يختلفان، فيوليها عبد الرحمن عثمان، أو يوليها عثمان عبد الرحمن، فلو كان الآخران معي لم ينفعاني بله انى لا أرجو الا أحدهما. فقال له العباس: لم أدفعك عن شئ الا رجعت إلى مستأخرا! أشرت عليك عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله ان تسأله فيمن هذا الامر؟ فأبيت، وأشرت عليك عند وفاته ان تعاجل الامر فأبيت، وأشرت عليك حين سماك عمر في الشورى الا تدخل معهم، فأبيت فاحفظ على واحدة، كلما عرض عليك القوم فقل: لا، الا ان يولوك، واحذر هؤلاء الرهط، فإنهم لا يبرحون يدفعوننا عن هذا الامر، حتى يقوم لنا به غيرنا وغيرهم، وأيم الله لا تناله الا بشر لا ينفع معه خير.
فقال علي عليه السلام: اما والله لئن بقي عمر لأذكرنه ما أتى إلينا، ولئن مات ليتداولنها بينهم، ولئن فعلوا ليجدنني حيث يكرهون، ثم تمثل:
حلفت برب الراقصات عشية * غدون خفافا فابتدرن المحصبا ليحتلبن رهط ابن يعمر مارئا * نجيعا، بنو الشداخ وردا مصلبا.
فالتفت فرأى أبا طلحة الأنصاري فكره مكانه، فقال أبو طلحة: لا ترع أبا حسن (1).
قال المرتضى: فان قال قائل: أي معنى لقول العباس: انى دعوتك إلى أن تسأل رسول الله صلى الله عليه وآله فيمن هذا الامر من قبل وفاته؟ أليس هذا مبطلا لما تدعونه من النص!
قلنا: غير ممتنع ان يريد العباس سؤاله عمن يصير الامر إليه، وينتقل إلى يديه

(١) تاريخ الطبري ٥: ٣٥ (المطبعة الحسينية).
(٢٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281