(١ والأشباه المؤتلفة ١)، والأضداد المتعادية، والأخلاط المتباينة، من الحر والبرد، والبلة والجمود، والمساءة والسرور.
واستأدى الله سبحانه الملائكة وديعته لديهم، وعهد وصيته إليهم، في الاذعان بالسجود له، والخنوع لتكرمته، فقال لهم: ﴿اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس﴾ (٢) وقبيله، اعترتهم الحمية، وغلبت عليهم الشقوة، وتعززوا بخلقه النار، واستوهنوا خلق الصلصال، فأعطاه الله النظرة استحقاقا للسخطة، واستتماما للبلية، وإنجازا للعدة، فقال: ﴿فإنك من المنظرين. إلى يوم الوقت المعلوم﴾ (3).
* * * الشرح:
الحزن: ما غلظ من الأرض. وسبخها: ما ملح منها. وسنها بالماء، أي ملسها، قال:
ثم خاصرتها إلى القبة الخضراء تمشى في مرمر مسنون (4) أي مملس. ولاطها، من قولهم: لطت الحوض بالطين، أي ملطته وطينته به. والبلة بفتح الباء، من البلل. لزبت، بفتح الزاي، أي التصقت وثبتت. فجبل منها، أي خلق. والأحناء: الجوانب، جمع حنو. وأصلدها: جعلها صلدا، أي صلبا متينا.
وصلصلت: يبست، وهو الصلصال. ويختدمها: يجعلها في مآربه وأوطاره كالخدم الذين تستعملهم وتستخدمهم. واستأدى الملائكة وديعته: طلب منهم أداءها. والخنوع:
الخضوع. والشقوة، بكسر الشين، وفي الكتاب العزيز: (ربنا غلبت علينا