أصابعه يومئذ وقى رسول الله صلى الله عليه وآله بيده من سيوف المشركين، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله يومئذ: " اليوم أوجب طلحة الجنة " (1).
* * * والزبير هو أبو عبد الله الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، أمه صفية بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، عمة رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو أحد العشرة أيضا، وأحد الستة، وممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وآله يوم أحد وأبلى بلاء حسنا، وقال النبي صلى الله عليه وآله: " لكل نبي حواري وحواري الزبير ".
والحواري: الخالصة، تقول: فلان خالصة فلان، وخلصانه وحواريه، أي شديد الاختصاص به والاستخلاص له.
[خروج طارق بن شهاب لاستقبال علي بن أبي طالب] خرج طارق بن شهاب الأحمسي يستقبل عليا عليه السلام وقد صار بالربذة طالبا عائشة وأصحابها، وكان طارق من صحابة علي عليه السلام وشيعته، قال: فسألت عنه قبل أن ألقاه: ما أقدمه؟ فقيل: خالفه طلحة والزبير وعائشة فأتوا البصرة، فقلت في نفسي:
إنها الحرب! أفأقاتل أم المؤمنين! وحواري رسول الله صلى الله عليه وآله! إن هذا لعظيم، ثم قلت: أأدع عليا، وهو أول المؤمنين إيمانا بالله، وابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله ووصيه! هذا أعظم! ثم أتيته فسلمت عليه، ثم جلست إليه، فقص على قصة القوم وقصته، ثم صلى بنا الظهر، فلما انفتل جاءه الحسن ابنه عليهما السلام، فبكى بين يديه، قال: ما بالك؟ قال أبكى لقتلك غدا بمضيعة ولا ناصر لك. أما إني أمرتك فعصيتني، ثم أمرتك فعصيتني! فقال عليه السلام: لا تزال تحن حنين الأمة! ما الذي أمرتني به فعصيتك! قال: أمرتك حين أحاط الناس بعثمان أن تعتزل، فإن الناس إذا قتلوه طلبوك أينما كنت حتى يبايعوك، فلم تفعل. ثم أمرتك لما قتل عثمان ألا توافقهم على