كثر حتى إذا ارتوى من آجن واكتنز من غير طائل قعد بين الناس مفتيا قاضيا ضامنا لتخليص ما ورد عليه إن قاس شيئا بشئ لم يكذب نفسه كبلا يقال لا يعلم وإن نزلت به إحدى المبهمات هيأ حشوا من رأيه ثم قطع بالشبهات خياط عشوات (1) وركاب جهالات فهو من رأيه على مثل غزل العنكبوت لا يدري أصاب أم أخطأ، لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم ولم يعض على العلم بضرس قاطع فيغنم يذروا الرواية ذرو الريح الهشيم، تصرخ منه المواريث وتبكي عنه الدماء ويستحل بقضائه الفرج الحرام، غير ملئ والله بإصدار ما ورد عليه، ولا أهل لما فرظ به (2) فأولئك الذين حلت عليهم النياحة أيام حياتهم (3).
(٢٩٠)