الإشارة إلى انها لو أذنت في ذلك لامتنع عليها الدفن هناك لمكان عمر لكونه أجنبيا منها بخلاف أبيها وزوجها ولا يستلزم ذلك أن لا يكون في المكان سعة أم لا ولهذا كانت تقول بعد أن دفن عمر لم أضع ثيابي عني منذ دفن عمر في بيتي أخرجه ابن سعد وغيره وروي عنها في حديث لا يثبت انها استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم ان عاشت بعده ان تدفن إلى جانبه فقال لها وانى لك بذلك وليس في ذلك الموضع الا قبري وقبر أبي بكر وعمر وعيسى بن مريم وفي أخبار المدينة من وجه ضعيف عن سعيد بن المسيب قال إن قبور الثلاثة في صفة بيت عائشة وهناك موضع قبر يدفن فيه عيسى عليه السلام (قوله ارفعوني) أي من الأرض كأنه كان مضطجعا فأمرهم ان يقعدوه (قوله فأسنده رجل إليه) لم اقف على اسمه ويحتمل انه ابن عباس ويؤيده ما في رواية المبارك ان ابن عباس لما فرغ من الثناء عليه قال فقال له عمر ألصق خدي بالأرض يا عبد الله بن عمر قال ابن عباس فوضعته من فخذي على ساقي فقال الصق خدي بالأرض فوضعته حتى وضع لحيته وخده بالأرض فقال ويلك عمر ان لم يغفر الله لك (قوله ما كان شئ أهم إلي من ذلك وقوله (3) إذا مت فاستأذن) ذكر ابن سعد عن معن بن عيسى عن مالك ان عمر كان يخشى أن تكون أذنت في حياته حياء منه وان ترجع عن ذلك بعد موته فأراد ان لا يكرهها على ذلك وقد تقدم ما فيه في أواخر الجنائز (قوله وجاءت أم المؤمنين حفصة) أي بنت عمر (قوله فولجت عليه) أي دخلت على عمر فمكثت وفي رواية الكشميهني فبكت وذكر ابن سعد بإسناد صحيح عن المقدام بن معد يكرب انها قالت يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يا صهر رسول الله يا أمير المؤمنين فقال عمر لا صبر لي على ما اسمع احرج عليك بمالي عليك من الحق ان تندبينني بعد مجلسك هذا فأما عينيك فلن أملكهما (قوله فولجت داخلا لهم) أي مدخلا كان في الدار (قوله فقالوا أوص يا أمير المؤمنين استخلف) سيأتي في الاحكام ما يدل على أن الذي قال له ذلك هو عبدا لله بن عمر وروى بن شبة بإسناد فيه انقطاع ان أسلم مولى عمر قال لعمر حين وقف لم يول أحدا بعده يا أمير المؤمنين ما يمنعك ان تصنع كما صنع أبو بكر ويحتمل ان يكون ذلك قبل ان يطعنه أبو لؤلؤة فقد روى مسلم من طريق معدان بن أبي طلحة ان عمر قال في خطبته قبل أن يطعن ان أقواما يأمرونني ان أستخلف (قوله من هؤلاء النفر أو الرهط) شك من الراوي (قوله فسمى عليا وعثمان إلى آخره) وقع عند ابن سعد من رواية ابن عمر انه ذكر عبد الرحمن بن عوف وعثمان وعليا وفيه قلت لسالم أبدأ بعبد الرحمن بن عوف قبلهما قال نعم فدل هذا على أن الرواة تصرفوا لان الواو لا ترتب واقتصار عمر على الستة من العشرة لا اشكال فيه لأنه منهم وكذلك أبو بكر ومنهم أبو عبيدة وقد مات قبل ذلك واما سعيد بن زيد فهو ابن عم عمر فلم يسمه عمر فيهم مبالغة في التبري من الامر وقد صرح في رواية المدايني بأسانيده ان عمر عد سعيد بن زيد فيمن توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض الا انه استثناه من أهل الشورى لقرابته منه وقد صرح بذلك المدايني بأسانيده قال فقال عمر لا أرب لي في أموركم فأرغب فيها لاحد من أهلي (قوله وقال يشهدكم عبد الله بن عمر) ووقع في رواية الطبري من طريق المدايني بأسانيده قال فقال له رجل استخلف عبد الله بن عمر قال والله ما أردت الله بهذا وأخرج ابن سعد بسند صحيح من مرسل إبراهيم النخعي نحوه قال فقال عمر قاتلك الله والله ما أردت بالله بهذا استخلف من لم يحسن ان يطلق امرأته (قوله كهيئة التعزية له) أي لابن عمر
(٥٤)