في رواية المدايني من الزيادة وأحسنوا مؤازرة من يلي امركم وأعينوه وأدوا إليه الأمانة وقوله ولا يكلفوا الا طاقتهم أي من الجزية (قوله فانطلقنا) في رواية الكشميهني فانقلبنا أي رجعنا (قوله فوضع هنالك مع صاحبيه) اختلف في صفة القبور المكرمة الثلاثة فالأكثر على أن قبر أبي بكر وراء قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبر عمر وراء قبر أبي بكر وقيل إن قبره صلى الله عليه وسلم مقدم إلى القبلة وقبر أبي بكر حذاء منكبيه وقبر عمر حذاء منكبي أبي بكر وقيل قبر أبي بكر عند رأس النبي صلى الله عليه وسلم وقبر عمر عند رجليه وقيل قبر أبي بكر عند رجلي النبي صلى الله عليه وسلم وقبر عمر عند رجلي أبي بكر وقيل غير ذلك كما تقدم بيانه وذكر أدلته في أواخر كتاب الجنائز (قوله فقال عبد الرحمن هو بن عوف (قوله اجعلوا امركم إلى ثلاثة) أي في الاختيار ليقل الاختلاف كذا قال ابن التين وفيه نظر وصرح المدايني في روايته بخلاف ما قاله (قوله فقال طلحة قد جعلت أمري) فيه دلالة على أنه حضر وقد تقدم انه كان غائبا عند وصية عمر ويحتمل انه حضر بعد أن مات وقبل ان يتم أمر الشورى وهذا أصح مما رواه المدايني انه لم يحضر الا بعد أن بويع عثمان (قوله والله عليه والاسلام 3) بالرفع فيهما والخبر محذوف أي عليه رقيب أو نحو ذلك (قوله لينظرن أفضلهم في نفسه) أي معتقده زاد المدايني في رواية فقال عثمان أنا أول من رضي وقال علي اعطني موثقا لتوثرن الحق ولا تخصن ذا رحم فقال نعم ثم قال اعطوني مواثيقكم ان تكونوا معي على من خالف (قوله فأسكت) بضم الهمزة وكسر الكاف كأن مسكتا أسكتهما ويجوز فتح الهمزة والكاف وهو بمعنى سكت والمراد بالشيخين علي وعثمان (قوله فأخذ بيد أحدهما) هو علي وبقية الكلام يدل عليه ووقع مصرحا به في رواية ابن فضيل عن حصين (قوله والقدم) بكسر القاف وفتحها وقد تقدم زاد المدايني أنه قال له أرأيت لو صرف هذا الامر عنك فلم تحضر من كنت ترى أحق بها من هؤلاء الرهط قال عثمان (قوله ما قد علمت) صفة أو بدل عن القدم (قوله ثم خلا بالآخر فقال له مثل ذلك) زاد المدايني أنه قال له كما قال لعلي فقال علي وزاد فيه ان سعدا أشار عليه بعثمان وانه دار تلك الليالي على الصحابة ومن وافي المدينة من اشراف الناس لا يخلو برجل منهم الا امره بعثمان وقد اورد المصنف قصة الشورى في كتاب الأحكام من رواية حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن المسور بن مخرمة وساقها نحو هذا وأتم مما هنا وسأذكر شرح ما فيها هناك إن شاء الله تعالى وفي قصة عمر هذه من الفوائد شفقته على المسلمين ونصيحته لهم وإقامته السنة فيهم وشدة خوفه من ربه واهتمامه بأمر الدين أكثر من اهتمامه بأمر نفسه وان النهي عن المدح في الوجه مخصوص بما إذا كان غلو مفرط أو كذب ظاهر ومن ثم لم ينه عمر الشاب عن مدحه له مع كونه أمره بتشمير إزاره والوصية بأداء الدين والاعتناء بالدفن عند أهل الخير والمشورة في نصب الإمام وتقديم الأفضل وان الإمامة تنعقد بالبيعة وغير ذلك مما هو ظاهر بالتأمل والله الموفق وقال ابن بطال فيه دليل على جواز تولية المفضول على الأفضل منه لان ذلك لو لم يجز لم يجعل الامر شورى إلى ستة أنفس مع علمه ان بعضهم أفضل من بعض قال ويدل على ذلك أيضا قول أبي بكر قد رضيت لكم أحد الرجلين عمر وأبي عبيدة مع علمه بأنه أفضل منهما وقد استشكل جعل عمر الخلافة في ستة ووكل ذلك إلى اجتهادهم ولم يصنع ما صنع أبو بكر في اجتهاده فيه لأنه إن كان لا يرى جواز ولاية المفضول على الفاضل فصنيعه يدل على أن من
(٥٦)