فاعبرها يا أبا بكر فقال إلي الامر من بعدك ثم يليه عمر قال كذلك عبرها الملك أخرجه الطبراني لكن في إسناده أيوب بن جابر وهو ضعيف (قوله وفي نزعه ضعف) أي انه على مهل ورفق (قوله والله يغفر له) قال النووي هذا دعاء من المتكلم أي انه لا مفهوم له وقال غيره فيه إشارة إلى قرب وفاة أبي بكر وهو نظير قوله تعالى لنبيه عليه السلام فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا فإنها إشارة إلى قرب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم (قلت) ويحتمل ان يكون فيه إشارة إلى قلة الفتوح في زمانه لا صنع له فيه لان سببه قصر مدته فمعنى المغفرة له رفع الملامة عنه (قوله فاستحالت في يده غربا) بفتح المعجمة وسكون الراء بعدها موحدة أي دلوا عظيمة (قوله فلم أر عبقريا) بفتح المهملة وسكون الموحدة بعدها قاف مفتوحة وراء مكسورة وتحتانية ثقيلة والمراد به كل شئ بلغ النهاية واصله ارض يسكنها الجن ضرب بها العرب المثل في كل شئ عظيم وقيل قرية يعمل فيها الثياب البالغة في الحسن وسيأتي بقية ما فيه في مناقب عمر (قوله يفري) بفتح أوله وسكون الفاء وكسر الراء وسكون التحتانية وقوله فرية بفتح الفاء وكسر الراء وتشديد التحتانية المفتوحة وروي بسكون الراء وخطأه الخليل ومعناه يعمل عمله البالغ ووقع في حديث أبي عمر ينزع نزع عمرا (قوله حتى ضرب الناس بعطن) بفتح المهملتين وآخره نون هو مناخ الإبل إذا شربت ثم صدرت وسيأتي في مناقب عمر بلفظ حتى روي الناس وضربوا بعطن ووقع في حديث أبي الطفيل بإسناد حسن عند البزار والطبراني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينا انا انزع الليلة إذ وردت علي غنم سود وعفر فجاء أبو بكر فنزع فذكره وقال في عمر فملأ الحياض وأروى الواردة وقال فيه فأولت السود العرب والعفر العجم (قوله قال وهب) هو ابن جرير شيخ شيخه في هذا الحديث وكلامه هذا موصول بالسند المذكور وقوله يقول حتى رويت الإبل فأناخت هو مقول وهب المذكور وسيأتي شئ من مباحثه في كتاب التعبير إن شاء الله تعالى قال البيضاوي أشار بالبئر إلى الدين الذي هو منبع مائه حياة النفوس وتمام أمر المعاش والمعاد والنزع منه إخراج الماء وفيه إشارة إلى إشاعة امره واجراء احكامه وقوله يغفر الله له إشارة إلى أن ضعفه المراد به الرفق غير قادح فيه أو المراد بالضعف ما وقع في أيامه من أمر الردة واختلاف الكلمة إلى أن اجتمع ذلك في آخر أيامه وتكمل في زمان عمر واليه الإشارة بالقوة وقد وقع عند أحمد من حديث سمرة ان رجلا قال يا رسول الله رأيت كأن دلوا من السماء دليت فجاء أبو بكر فشرب شربا ضعيفا ثم جاء عمر فشرب حتى تضلع الحديث ففي هذا إشارة إلى بيان المراد بالنزع الضعيف والنزع القوي والله أعلم * الحديث العشرون (قوله حدثنا الوليد بن صالح) هو أبو محمد الضبي الجزري النخاس بالنون والخاء المعجمة وثقه أبو حاتم وغيره ولم يكتب عنه أحمد لأنه كان من أصحاب الرأي فرآه يصلي فلم تعجبه صلاته وليس له في البخاري الا هذا الحديث الواحد وسيأتي من وجه آخر في مناقب عمر عن بن أبي حسين فظهر أن البخاري لم يحتج به (قوله كنت وأبو بكر وعمر) قال ابن التين الأحسن عند النحاة ان لا يعطف على الضمير المرفوع الا بعد تأكيده حتى قال بعضهم انه قبيح لكن يرد عليهم قوله تعالى ما أشركنا ولا آباؤنا وأجيب بأنه قد وقع الحائل وهو قوله لا وتعقب بان العطف قد حصل قبل لا قال ويرد عليهم أيضا هذا الحديث انتهى والتعقيب مردود فإنه وجد فاصل في الجملة واما هذا الحديث فلم تتفق الرواة على لفظه
(٣٣)