(قوله وأشرف أبو سفيان) أي ابن حرب وكان رئيس المشركين يومئذ (قوله فقال أفي القوم محمد) زاد زهير ثلاث مرات في المواضع الثلاث (قوله فقال لا تجيبوه) وقع في حديث ابن عباس أين ابن أبي كبشة أي ابن أبي قحافة أين ابن الخطاب فقال عمر ألا أجيبه قال بلى وكأنه نهى عن إجابته في الأولى وأذن فيها في الثالثة (قوله فقال أن هؤلاء قتلوا) في رواية زهير ثم رجع إلى أصحابه فقال أما هؤلاء فقد قتلوا (قوله أبقى الله عليك ما يحزنك) زاد زهير أن الذي أعددت لاحياء كلهم (قوله أعل هبل) في رواية زهير ثم أخذ يرتجز أعل هبل أعل هبل قال ابن إسحاق معنى قوله أعل هبل أي ظهر دينك وقال السهيلي معناه زاد علوا وقال الكرماني فان قلت ما معنى أعل ولا علو في هبل فالجواب هو بمعنى العلى أو المراد أعلى من كل شئ أه وزاد زهير قال أبو سفيان يوم بيوم بدر والحرب سجال بكسر المهملة وتخفيف الجيم وفي حديث ابن عباس الأيام دول والحرب سجال وفي رواية ابن إسحاق أنه قال أنعمت فعال أن الحرب سجال أه وفعال بفتح الفاء وتخفيف المهملة قالوا معناه أنعمت الأزلام وكان استقسم بها حين خرج إلى أحد ووقع في خبر السدى عند الطبراني أعل هبل حنظلة بحنظلة ويوم أحد بيوم بدر وقد استمر أبو سفيان على اعتقاد ذلك حتى قاله لهرقل لما سأله كيف كان حربكم معه أي النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم بسطه في بدء الوحي وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم أبا سفيان على ذلك بل نطق النبي صلى الله عليه وسلم بهذه اللفظة كما في حديث أوس ابن أبي أوس عند ابن ماجة وأصله عند أبي داود الحرب سجال ويؤيد ذلك قوله تعالى وتلك الأيام نداولها بين الناس بعد قوله إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله فإنها نزلت في قصة أحد بالاتفاق والقرح الجراح وأخرج ابن أبي حاتم من مرسل عكرمة قال لما صعد النبي صلى الله عليه وسلم الجبل جاء أبو سفيان فقال الحرب سجال فذكر القصة قال فأنزل الله تعالى إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وزاد في حديث ابن عباس قال عمر لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار قال إنكم لتزعمون ذلك لقد خبنا إذا وخسرنا (قوله وتجدون) في رواية الكشميهني وستجدون (قوله مثله) بضم الميم وسكون المثلثة ويجوز فتح أوله وقال ابن التين بفتح الميم وضم المثلثة قال ابن فارس مثل بالقتيل إذا جدعه قال ابن إسحاق حدثني صالح بن كيسان قال خرجت هند والنسوة معها يمثلن بالقتلى يجد عن الآذان والأنف حتى اتخذت هند من ذلك حزما وقلائد وأعطت حزمها وقلائدها أي اللاتي كن عليها لوحشي جزاء له على قتل حمزة وبقرت عن كبد حمزة فلاكتها فلم تستطع أن تسيغها فلفظتها (قوله لم آمر بها ولم تسؤني) أي لم أكرهها وإن كان وقوعها بغير أمري وفي حديث ابن عباس ولم يكن ذلك عن رأي سراتنا أدركته حمية الجاهلية فقال أما إنه كان لم يكرهه وفي رواية ابن إسحاق والله ما رضيت وما سخطت وما نهيت وما أمرت وفي هذا الحديث من الفوائد منزلة أبي بكر وعمر من النبي صلى الله عليه وسلم وخصوصيتهما به بحيث كان أعداؤه لا يعرفون بذلك غيرهما إذ لم يسأل أبو سفيان عن غيرهما وأنه ينبغي للمرء أن يتذكر نعمة الله ويعترف بالتقصير عن أداء شكرها وفيه شؤم ارتكاب النهي وأنه يعم ضرره من لم يقع منه كما قال تعالى واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة وأن من آثر دنياه أضر بأمر آخرته ولم تحصل له
(٢٧٢)