نهج السعادة - الشيخ المحمودي - ج ٧ - الصفحة ١٠٠
وروى علي بن الحزور، عن الأصبغ بن نباته، قال: خطبنا أمير المؤمنين (ع) في الشهر الذي قتل فيه، فقال: أتاكم شهر رمضان، وهو سيد الشهور، وأول السنة، وفيه تدور رحى السلطان، ألا وانكم حاج العام صفا واحدا، وآية ذلك اني لست فيكم. قال: فهو ينعى نفسه عليه السلام، ونحن لا ندري.
وروى الفضل بن دكين، عن حيان بن العباس، عن عثمان بن المغيرة قال: لما دخل شهر رمضان كان أمير المؤمنين (ع) يتعشى ليلة عند الحسن، وليلة عند الحسين، وليلة عند عبد الله بن العباس، وكان لا يزيد على ثلاث لقم، فقيل له ليلة من تلك الليالي في ذلك، فقال: يأتيني أمر الله وأنا خميص، إنما هي ليلة أو ليلتان، فأصيب عليه السلام في آخر الليل.
وروى إسماعيل بن زياد، قال حدثتني أم موسى خادمة علي، (ع) وهي حاضنة ابنته فاطمة (ع)، قالت: سمعت عليا (ع) يقول لابنته أم كلثوم: يا بنية اني أراني قل ما أصحبكم. قالت: وكيف ذلك يا أبتاه؟
قال: اني رأيت رسول الله (ص) في منامي، وهو يمسح الغبار عن وجهي

وروى ابن عساكر، في ترجمته (ع) من تاريخ الشام مسندا، عن يعلى بن مرة، قال: ائتمرنا ان نحرس عليا كل ليلة عشرة، قال: فخرج فصلى كما كان يصلي، لم أتانا فقال: ما شان السلاح؟ قلنا: نحرسك. فقال: من أهل السماء، أم من أهل الأرض؟ قلنا: من أهل الأرض. قال: فإنه لا يكون في الأرض شئ، حتى يقضى في السماء، وان على من الله جنة حصينة، فإذا جاء أجلي كشف عني، وانه لا يجد عبد يذوق حلاوة الايمان حتى يستيقن يقينا غير ظان ان ما أصابه لم يكن ليخطأه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
وقال قتادة: ان آخر ليلة اتى على علي، جعل لا يستقر، فارتاب به أهله، فجعل يدس بعضهم إلى بعض حتى اجتمعوا، قال: فناشدوه، فقال:
انه ليس من عبد الا ومعه ملكان يدفعان عنه ما لم يقدر (ما لم يأت القدر، خ)، فإذا أتى القدر خليا بينه وبين القدر، قال فخرج إلى المسجد فقتل.
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست