نهج السعادة - الشيخ المحمودي - ج ٧ - الصفحة ٤٣٩
يزعمونه، لعمري ان لليأس راحة، ولكن لا كراحة النجاح، وما هو الا كقول من قال: لا أدري نصف العلم، فقيل له: ولكنه النصف الذي لا ينفع.
وقال ابن الفضل:
لا أمدح اليأس ولكنه * أروح للقلب من المطمع أفلح من أبصر روض المنى * يرعى فلم يرع ولم يرتع وكان يقال: أكثر مصارع الألباب تحت ظلال الطمع.
وقال بعضهم: العبيد ثلاثة: عبد رق، وعبد شهوة، وعبد طمع.
وقال أبو حفص: ما الخمر صرفا بأذهب لعقول الرجال من الطمع (163).
وفي الحديث الأول، من الباب 49، من البحار: 16، 146، نقلا عن الأمالي والخصال والمعاني، عن الإمام الصادق (ع)، ناقلا عن حكيم أنه قال: غني النفس أغنى من البحر (164).

(١٦٣) قيل: صدق أبو حفص، والدليل عليه عمله، فإنه لأجل طمعه في الخلافة، وعدم حضور صاحبه في أول يوم السقيفة، طار عقله، مخافة ان يتردى بها شخص آخر قبل مجيئه، فجرد سيفه وقال: لا يتكلم أحد بأن محمدا قد مات الا ضربت عنقه، ألا ان محمدا قد ذهب إلى ربه، وسيعود، وليقطعن أيدي رجال، الخ.
والحق ان عقل أبي حفص كان بحاله وما كان ذاهب العقل، وإنما قال ما قال انتظارا لصاحبه، وقطعا للآمال.
(164) قد تقدم عن العلامة المجلسي (ره) وجه تمثل الأئمة (ع) ببعض الاشعار الحكمية، وهنا يمكن أن يكون مراده (ع) الحث على اتباع من اتصف بالحكمة علما وعملا، ويحتمل أيضا أن يكون مراده بعض الأئمة، وإنما عبر عنه بالحكيم، لئلا يستفز بعض السامعين.
(٤٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 ... » »»
الفهرست