في شهرك هذا ضيف ربك، انظر كيف تكون في ليلك ونهار وكيف تحفظ جوارحك عن معاصي ربك، انظر أن لا تكون بالليل نائما وبالنهار غافلا فينقضي شهرك وقد بقي عليك وزرك فتكون عند استيفاء الصائمين أجورهم من الخاسرين وعند فوزهم بكرامة مليكهم من المحرومين وعند سعادتهم بمجاورة ربهم من المطرودين، أيها الصائم ان طردت عن باب مليكك فأي باب تقصد وإن حرمك ربك فمن ذا الذي يرزقك وإن أهانك فمن ذا الذي يكرمك وإن أذلك فمن ذا الذي يعزك وإن خذلك فمن ذا الذي ينصرك وإن لم يقبلك في زمرة عبيده فإلى من ترجع بعبوديتك وإن لم يقلك عثرتك فمن ترجو لغفران ذنوبك وان طالبك بحقه فماذا يكون حجتك، أيها الصائم تقرب إلى الله بتلاوة كتابه في ليلك ونهارك فإن كتاب الله شافع مشفع يشفع يوم القيامة لأهل تلاوته فيعلون درجات الجنة بقراءة آياته، بشر أيها الصائم فإنك في شهر صيامك فيه مفروض ونفسك فيه تسبيح ونومك فيه عبادة وطاعتك فيه مقبولة وذنوبك فيه مغفورة وأصواتك فيه مسموعة ومناجاتك فيه مرحومة.
ولقد سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: ان الله تبارك وتعالى عند فطر كل ليلة من شهر رمضان عتقاء من النار لا يعلم عددهم إلا الله هو في علم الغيب عنده فإذا كان آخر ليلة منه أعتق فيها مثل ما أعتق في جميعه، فقام إليه رجل من همدان فقال:
يا أمير المؤمنين زدنا مما حدثك به حبيبك في شهر رمضان فقال: نعم سمعت أخي وابن عمي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: من صام شهر رمضان فحفظ فيه نفسه من المحارم دخل الجنة، قال الهمداني: يا أمير المؤمنين زدنا مما حدثك به أخوك وابن عمك في شهر رمضان قال: نعم سمعت خليلي رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم يقول: من صام رمضان إيمانا واحتسابا دخل الجنة. قال الهمداني: يا أمير المؤمنين زدنا مما حدثك به خليلك في هذا الشهر فقال: نعم سمعت سيد الأولين والآخرين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: من صام رمضان فلم يفطر في شيء من لياليه على حرام دخل الجنة فقال الهمداني: يا أمير المؤمنين زدنا مما حدثك به سيد الأولين والآخرين في