معاذ بن جبل فقال: أشرك في ولايته الأول والثاني حتى يسكن الناس إلى قوله ويصدقوك فلما أنزل الله عز وجل ﴿يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك﴾ (1) شكا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى جبرئيل فقال: إن الناس يكذبوني ولا يقبلون مني فأنزل الله تعالى (لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) ففي هذا نزلت هذه الآية ولم يكن الله ليبعث رسولا إلى العالم وهو صاحب الشفاعة في العصاة يخاف أن يشرك بربه كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أوثق عند الله من أن يقول لئن أشركت بي وهو جاء بإبطال الشرك ورفض الأصنام وما عبد مع الله وإنما عنى الشرك من الرجال في الولاية فهذا معناه (2).
[4568] 8 - أبو منصور الطبرسي باسناده إلى أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام) قال: دخل على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) رجل فقال له: يا ابن رسول الله لقد رأيت اليوم شيئا عجبت منه قال: وما هو؟ قال: رجل كان معنا يظهر لنا انه من الموالين لآل محمد المتبرين من أعدائهم فرأيته اليوم وعليه ثياب قد خلعت عليه وهو ذا يطاف به ببغداد وينادي المنادي بين يديه معاشر الناس اسمعوا توبة هذا الرافضي ثم يقولون له: قل فيقول: خير الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا بكر فإذا قال ذلك ضجوا وقالوا: قد تاب وفضل أبا بكر على علي بن أبي طالب (عليه السلام).
فقال الرضا (عليه السلام): إذا خلوت فأعد علي هذا الحديث فلما خلا أعاد عليه فقال له:
إنما لم أفسر لك معنى كلام الرجل بحضرة هذا الخلق المنكوس كراهة أن ينقل إليهم فيعرفوه ويؤذوه لم يقل الرجل خير الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أبو بكر فيكون قد فضل أبا بكر على علي بن أبي طالب (عليه السلام) ولكن قال: خير الناس بعد رسول الله أبا بكر فجعله نداء لأبي بكر ليرضى من يمشي بين يديه من بعض هؤلاء الجهلة