قال النوري (رحمه الله) بعد نقل الرواية في المستدرك: لا يبعد أن يكون قوله: واعلم إلى آخره من كلام القطب.
أقول: وفيه ما لا يخفى.
[1875] 5 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: التائب إذا لم يستبن عليه أثر التوبة فليس بتائب يرضي الخصماء ويعيد الصلوات ويتواضع بين الخلق ويتقى نفسه عن الشهوات ويهزل رقبته بصيام النهار ويصفر لونه بقيام الليل ويخمص بطنه بقلة الأكل ويقوس ظهره من مخافة النار ويذيب عظامه شوقا إلى الجنة ويرق قلبه من هول ملك الموت ويجفف جلده على بدنه بتفكر الآخرة، فهذا أثر التوبة وإذا رأيتم العبد على هذه الصفة فهو تائب ناصح لنفسه (1).
[1876] 6 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى جابر بن عبد الله الأنصاري قال: جاءت امرأة إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت: يا نبي الله امرأة قتلت ولدها هل لها من توبة؟
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) لها: والذي نفس محمد بيده لو أنها قتلت سبعين نبيا ثم تابت وندمت ويعرف الله من قلبها انها لا ترجع إلى المعصية أبدا يقبل الله توبتها وعفا عنها، فإن باب التوبة مفتوح ما بين المشرق والمغرب وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له (2).
[1877] 7 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: أتدرون من التائب؟
فقالوا: اللهم لا، قال: إذا تاب العبد ولم يرض الخصماء فليس بتائب ومن تاب ولم يغير مجلسه وطعامه فليس بتائب ومن تاب ولم يغير رفقاءه فليس بتائب ومن تاب ولم يزد في العبادة فليس بتائب ومن تاب ولم يغير لباسه فليس بتائب ومن تاب ولم يغير فراشه ووسادته فليس بتائب ومن تاب ولم يفتح قلبه ولم يوسع كفه فليس بتائب ومن تاب ولم يقصر أمله ولم يحفظ لسانه فليس بتائب ومن تاب ولم يقدم فضل قوته