على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) باكيا فسلم فرد (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال: ما يبكيك يا معاذ؟ فقال:
يا رسول الله إن بالباب شابا طري الجسد نقي اللون حسن الصورة يبكي على شبابه بكاء الثكلى على ولدها يريد الدخول عليك، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أدخل علي الشاب يا معاذ، فأدخله عليه فسلم فرد (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال: ما يبكيك يا شاب؟ قال: كيف لا أبكي وقد ركبت ذنوبا إن أخذني الله ببعضها أدخلني نار جهنم ولا أراني إلا سيأخذني بها ولا يغفر لي أبدا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): هل أشركت بالله شيئا؟ قال أعوذ بالله أن أشرك بربي شيئا، قال: أقتلت النفس التي حرم الله؟ قال: لا، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يغفر الله لك ذنوبك وإن كانت مثل الجبال الرواسي قال الشاب: فإنها أعظم من الجبال الرواسي، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يغفر الله لك ذنوبك وإن كانت مثل الأرضين السبع وبحارها ورمالها وأشجارها وما فيها من الخلق، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
يغفر الله لك ذنوبك وإن كانت مثل السماوات ونجومها ومثل العرش والكرسي.
قال: فإنها أعظم من ذلك قال: فنظر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كهيئة الغضبان ثم قال: ويحك يا شاب ذنوبك أعظم أم ربك؟ فخر الشاب لوجهه وهو يقول: سبحان الله ربي ما شيء أعظم من ربي، ربي أعظم يا نبي الله من كل عظيم، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): فهل يغفر الذنب العظيم إلا الرب العظيم؟ قال الشاب: لا والله يا رسول الله ثم سكت الشاب، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ويحك يا شاب ألا تخبرني بذنب واحد من ذنوبك، قال:
بلى أخبرك اني كنت أنبش القبور سبع سنين أخرج الأموات وأنزع الأكفان، فماتت جارية من بعض بنات الأنصار فلما حملت إلى قبرها ودفنت وانصرف عنها أهلها وجن عليهم الليل أتيت قبرها فنبشتها ثم استخرجتها ونزعت ما كان عليها من أكفانها وتركتها متجردة على شفير قبرها ومضيت منصرفا فأتاني الشيطان فأقبل يزينها لي ويقول: أما ترى بطنها وبياضها أما ترى وركيها فلم يزل يقول لي هذا حتى رجعت عليها ولم أملك نفسي حتى جامعتها وتركتها مكانها، فإذا بصوت من ورائي يقول: يا شاب ويل لك من ديان يوم الدين يوم يقفني وإياك كما تركتني عريانة في