الشاب التائب؟ فقال معاذ: يا رسول الله بلغنا انه في موضع كذا وكذا فمضى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأصحابه حتى انتهوا إلى ذلك الجبل فصعدوا إليه يطلبون الشاب فإذا هم بالشاب قائم بين صخرتين مغلولة يداه إلى عنقه وقد أسود وجهه وتساقطت أشفار عينيه من البكاء وهو يقول: سيدي قد أحسنت خلقي وأحسنت صورتي فليت شعري ماذا تريد بي أفي النار تحرقني أو في جوارك تسكنني، اللهم إنك قد أكثرت الإحسان إلي وأنعمت علي فليت شعري ماذا يكون آخر أمري إلى الجنة تزفني أم إلى النار تسوقني، اللهم ان خطيئتي أعظم من السماوات والأرض ومن كرسيك الواسع وعرشك العظيم فليت شعري تغفر خطيئتي أم تفضحني بها يوم القيامة فلم يزل يقول نحو هذا وهو يبكي ويحثو التراب على رأسه وقد أحاطت به السباع وصفت فوقه الطير وهم يبكون لبكائه، فدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأطلق يديه من عنقه ونفض التراب عن رأسه وقال: يا بهلول أبشر فإنك عتيق الله من النار ثم قال لأصحابه: هكذا تداركوا الذنوب كما تداركها بهلول، أبشر فإنك عتيق الله من النار ثم تلا عليه ما أنزل الله عز وجل فيه وبشره بالجنة (1).
[1873] 3 - ابن شعبة الحراني في حديث شمعون بن لاوي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:... واما علامة التائب فأربعة: النصيحة لله في عمله وترك الباطل ولزوم الحق والحرص على الخير (2).
[1874] 4 - القطب الراوندي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: ينبغي للتائب أن يكون في الناس كظبية مجروحة في الظبا، واعلم أن من أذنب فقد رهن نفسه ولا حيلة [له] حتى يفك رهنه ومن تاب قبل ان يغرغر فالله يتوب عليه فأما إذا مات القلب فلا توبة له (3).