القرآن وتأليفه فقال:... من عرف الأيام لم يغفل عن الاستعداد، ألا وإن مع كل جرعة شرقا، وإن في كل أكلة غصصا، لا تنال نعمة إلا بزوال اخرى، ولكل ذي رمق قوت، ولكل حبة آكل، وأنت قوت الموت. اعلموا أيها الناس انه من مشى على وجه الأرض فانه يصير إلى بطنها، والليل والنهار يتنازعان [يتسارعان] في هدم الأعمار (1).
[402] 4 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن هاشم، عن ابن أبي نجران، عن ابن حميد، عن ابن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) بالكوفة إذا صلى العشاء الآخرة ينادي الناس ثلاث مرات حتى يسمع أهل المسجد:
أيها الناس تجهزوا رحمكم الله فقد نودي فيكم بالرحيل فما التعرج على الدنيا بعد نداء فيها بالرحيل، تجهزوا رحمكم الله وانتقلوا بأفضل ما بحضرتكم من الزاد وهو التقوى، واعلموا أن طريقكم إلى المعاد وممركم على الصراط والهول الأعظم أمامكم وعلى طريقكم عقبة كؤود ومنازل مهولة مخوفة لابد لكم من الممر عليها والوقوف بها، فإما برحمة من الله فنجاة من هولها وعظم خطرها وفظاعة منظرها وشدة مختبرها، وإما بهلكة ليس بعدها انجبار (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[403] 5 - الصدوق، عن محمد بن القاسم المفسر، عن أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي العسكري (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام):
ما الاستعداد للموت؟ قال: أداء الفرائض واجتناب المحارم والاشتمال على المكارم، ثم لا يبالي أن وقع على الموت أو الموت وقع عليه، والله لا يبالي ابن أبي طالب إن وقع على الموت أو الموت وقع عليه (3).