الفترة ألف كتاب " الإبانة " و " الموجز " و " المقالات "، وبين فيها مسلكه الجديد بعد ما رد على المعتزلة، وناصر أهل الحديث وعضد موقفه، إلا أن ذلك لم يشفع له طالما كان في أوائل حياته على رأي أهل الاعتزال، وأن انطباعاته الجديدة لا تخلو من ذلك التراث، وتلك المنهجية السابقة التي كانت الحنابلة ترفضها أشد الرفض، وتكفر معتنقيها.
كيفما كان يعد علي بن إسماعيل الأشعري المؤسس الأول لمدرسة الأشاعرة، وهم ينتسبون إليه، وطريقته هو التوفيق بين العقل والحديث، فهو في جميع أبحاثه لم يتعبد بالحديث وحده ولا بالعقل وحده.
ولما كان اعتماده على العقل في التوصل إلى نتائج مشابه لما يقول بها أهل الحديث، فما كان ذلك يرضي المحدثين، بل لاحقته اللعنة حتى بعد مماته.
ينتهي نسب أبي الحسن علي بن إسماعيل إلى جده أبي موسى الأشعري، وكان لجده هذا مناظرة مشهورة في مسألة التحكيم مع عمرو بن العاص بعد منصرفهم من صفين.
ثم لمدرسة الحديث علماء وفقهاء وقفوا ضد تيار الاعتزال منذ نشأته، بل أنهم سلكوا طريق النقل والدراية، وبينوا المعتقدات الاسلامية من خلال القرآن والسنة.
من علماء مدرسة الحديث: بلال بن سعد بن تميم السكوني الأشعري، من التابعين، سكن الشام، وهو يروي عن أبيه سعد.
والأوزاعي وعمرو بن شرحبيل يرويان عن بلال، وأهل الشام كانوا يعتنون بكلام بلال، شأن أهل العراق كانوا يعتنون بكلام الحسن البصري.
ومن علمائهم: تميم بن أوس الأشعري، يروي عن عبد الله بن بشر، وأهل