ثم عظم أمر يعقوب حتى استولى على شيراز والأهواز، وسار إلى بغداد مهددا قصر الخليفة، إلا أنه مات في الطريق وخلف أخاه عمر بن ليث، إذ دخل في طاعة الخليفة، واستقر الذي كان بيده من الأماكن، حيث أقره الخليفة العباسي عليها، وضم إليه فارس وإصفهان وسجستان وكرمان والهند، إلا أن نفوذ عمرو بن ليث كان يقلق بال الخليفة، مما جهز إليه جيشا ليجتث جذره، وليبعد ثم يقتل وتنتهي الدولة الصفارية في عام 296 ه.
ثم تأسست في إيران دولة العلويين في طبرستان، ومؤسسها هو الحسن بن زيد بن الحسن، ينتهي نسبه إلى الإمام الحسن المجتبى ابن أمير المؤمنين عليهما السلام. لقد استدعى الحسن المؤسس بعض وجوه ورؤساء العلويين القاطنين في الري الذين كانوا ساخطين على امراء بني طاهر لظلمهم وجورهم وتعسفهم في الحكم في منطقة طبرستان، ولما جاء الحسن اصطدم بالصفاريين من جهة، وبالطاهريين من جهة أخرى حتى استولى على طبرستان وذاع صيته فيها، ودانت له الرقاب، وساد نفوذه على المناطق المجاورة، إلا أن دولة العلويين في طبرستان لم تدم طويلا، حيث انقرضت في عام 316 ه بعد ما دامت ستة وستين عاما.
ثم تأسست في إيران دولة العجليين في أرمينية وأذربيجان، ففي عام 210 ه تأسست دولة العجليين في الكرج والبرج، وكان مؤسسها أبو دلف القاسم العجلي من قواد الأمين العباسي، إذ عين على همدان سنة 210 ه، ثم أقام حكومة مستقلة بين همدان وإصفهان، وبالذات في منطقة الكرج.
ومن أحفاد أبي دلف عمر بن عبد العزيز الذي جاء سنة 271 ه إلى الحكم، حيث استولى على إصفهان ونهاوند، وقد كان له نفوذ كبير في المنطقة.
وفي عام 266 ه أسس أبو الساج ديوداد التركي دولته، والذي كان في البدء