ذلك سببا في حدوث انقسام كبير بين الشيعة كما أشار إلى ذلك ابن خلدون.
وبمثل قوله في ص 128: ادعى عبد الله بن علي بن عبد الله بن الحسين (1) الإمامة، ويروى أن وفدا مؤلفا من اثنين وسبعين رجلا جاء إلى المدينة من خراسان، ومعهم أموال يحملونها إلى الإمام وهم لا يعرفونه، فذهبوا إلى عبد الله أولا فأخرج لهم درع النبي صلى الله عليه وسلم وخاتمه وعصاه وعمامته، فلما خرجوا من عنده على أن يرجعوا غدا لقيهم رجل من أتباع محمد الباقر فخاطبهم بأسمائهم ودعاهم إلى دار سيده فلما حضروا كلهم طلب الإمام محمد الباقر من ابنه جعفر أن يأتيه بخاتمه فأخذه بيده وحركه قليلا وتكلم بكلمات فإذا بدرع الرسول وعمامته وعصاه تسقط من الخاتم، فلبس الدرع ووضع العمامة على رأسه وأخذ العصا بيده فاندهش الناس، فلما رأوها نزع العمامة والدرع وحرك شفتيه فعادت كلها إلى الخاتم، ثم التفت إلى زواره وأخبرهم أنه لا إمام إلا وعنده مال قارون فاعترفوا بحقه في الإمامة ودفعوا له الأموال. وقال في تعليقه: انظر دائرة المعارف (2) الإسلامية. مادة قارون.
سبحانك اللهم ما كنا نحسب أن رجلا يسعه أن يكتب عن أمة كبيرة ويأخذ معتقداتها عمن يضادها في المبدء، ويتقول عليها بمثل هذه الترهات من دون أي مصدر، وينسب إليها بمثل هذه المخازي من دون أي مبرر، فما عساني أن أكتب عن مؤلف حائر بائر ساح بلاد الشيعة، وجاس خلال ديارهم، وحضر في حواضرهم وعاش بينهم (كما يقول في مقدمة كتابه) ست عشر سنة، ولم ير منهم في طيلة هذه المدة أثرا مما تقول عليهم، ولم يسمع منه ركزا، ولم يقرأه في تآليف أي شيعي ولو لم يكن فيهم وسيطا (3). ولم يجد في طامور قصاص، فجاء يفصم عرى الأخوة الإسلامية، ويفرق صفوف أهل القرآن، بما لفقته يد الإفك والزور من شاكلته،