فقاتلوا التي تبغي حتى تفيئ إلى أمر الله. فوالله ما كنت مع الباغية على العادلة ولا مع العادلة على الباغية. فقال سعد: ما كنت لأقاتل رجلا قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي. فقال معاوية: من سمع هذا معك؟!
فقال: فلان وفلان وأم سلمة. فقال معاوية: أما إني لو سمعته منه صلى الله عليه وسلم لما قاتلت عليا. تاريخ ابن كثير 8 ص 77].
إن هذا الذي كان يستعظمه سعد في عداد حديث الراية والتزويج بالصديقة الطاهرة، بوحي من الله العزيز الذين هما من أربى الفضائل، ويراه معاوية لو كان سمعه فيه لما قاتل عليا ولكان يخدم عليا ما عاش، لا بد وأن يكون على حد ما وصفناه حتى يتسنى لسعد تفضيله على ما طلعت عليه الشمس أو حمر النعم، ولمعاوية إيجاب الخدمة له، دون الاستخلاف على العايلة لينهض بشؤون حياتها كما هو شأن الخدم، أو ينصب علينا على المنافقين فحسب، ليتجسس أخبارهم كما هو وظيفة؟؟؟؟؟ من مستخدم الحكومات.
(الخامسة) *: قول سعيد بن المسيب بعد ما سمع الحديث عن إبراهيم أو عامر ابني سعد بن أبي وقاص: فلم أرض فأحببت أن أشافه بذلك سعد ا فأتيته فقلت: ما حديث حدثني به ابنك عامر؟ فأدخل أصبعيه في أذنيه وقال: سمعت من رسول الله وإلا فاستكتا (1) فماذا كان سعيد يستعظمه من الحديث حتى طفق يستحفي خبره من نفس سعد بعد ما سمعه من ابنه؟! فأكد له سعد ذلك التأكيد، غير أنه فهم من مؤداه ما ذكرناه من العظمة.
(السادسة): قول الإمام أبي البسطام شعبة بن الحجاج في الحديث: كان هارون أفضل أمة موسى عليه السلام فوجب أن يكون علي عليه السلام أفضل من كل أمة محمد صلى الله عليه وسلم صيانة لهذا النص الصحيح الصريح كما قال موسى لأخيه هارون: اخلفني في قومي وأصلح. (2) (السابعة): قال الطيبي: مني خبر المبتداء ومن اتصالية ومتعلق الخبر