ابن أبي طالب وذريته الطاهرين أئمة الهدى ومصابيح الدجى من بعده فإنهم لن يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضلالة.
(وأخرج) علي المقتي الحنفي في كنز العمال (ج 6 ص 117) حديثا آخر بمعناه عن ابن عباس وفيه زيادات مهمة نقلا عن المعجم الكبير للطبراني قال: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: من سره أن يحيى حياتي ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوال عليا من بعدي وليوال وليه وليقتد بأهل بيتي من بعدي، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي، ورزقوا فهمي وعلمي، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي.
(قال المؤلف) إن النبي صلى الله عليه وآله في هذا الحديث الشريف إضافة إلى الأمر بمحبة أهل بيته عليهم السلام يأمر أمته بالاقتداء بهم في أمور دنياهم ودينهم ويذكر سبب أمره بذلك، وهو قوله (صلى الله عليه وآله): " رزقوا فهمي وعلمي " فيثبت صلى الله عليه وآله أنهم عليهم السلام لائقون للاتباع والاقتداء بهم لما هم حاوون له من فهم الرسول وعلمه لا لأنهم عترته فحسب، فهذا الحديث كالأحاديث المعروفة بحديث الثقلين وحديث السفينة اللذين صرح فيهما النبي صلى الله عليه وآله بأن النجاة من الهلكات في الدنيا والآخرة يتوقف على التمسك بهم وركوب سفينة النجاة باتباعهم لأنهم عليهم السلام خزان علمه وورثة حلمه وساير ما يحتاج إليه الخليفة والإمام فالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله بين لأصحابه كي يبينوا للمسلمين ما ذكره لهم من طريق الرشاد والفوز بالحسنات، بين لهم ما يصلح شؤونهم الإسلامية ويقوي إسلامهم بعبارات عديدة مختلفة (منها) ما تقدم، (ومنها) ما خرجه علي المتقي الحنفي في كنز العمال (ج 6 ص 218) نقلا عن تاريخ محدث الشام العلامة ابن عساكر وإليك ما في كنز العمال (ج 6 ص 218) فإنه أخرج بسند عن علي عليه السلم قال