بأيديكم فاستمسكوا به ولا تضلوا، ولا تبدلوا والثقل الأصغر عترتي فاني قد نبأني اللطيف الخبير أن لا يتفرقا حتى يلقياني، وسألت الله ربي لهم ذلك فأعطاني فلا تسبقوهم فتهلكوا ولا تعلموهم فهم أعلم منكم، ويأتي الحديث في حديث عامر بن أبي ليلى بن ضمرة.
(قال المؤلف) لو نظرت نظر التحقيق والتدقيق عرفت أن الأحاديث الثلاثة المتقدمة المروية عن حذيفة بن أسيد هي حديث واحد غير أن يد التغيير والتحريف اختصرتها وما اكتفت بذلك حتى حرفت وغيرت ألفاظها ونقلتها تارة بالمعنى، وتارة بمعنى آخر حسب ما يقتضي الوقت وأهله، والأعجب أن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله في نفس الحديث المذكور صرح لهم بان لا يبدلوا فما عملوا بما أمروا بل خالفوا وغيروا وبدلوا.
(ومنهم) العلامة شيخ الاسلام الشيخ سليمان القندوزي الحنفي فإنه خرج حديث الثقلين بسنده في (ينابيع المودة ص 37) عن حذيفة بن أسيد وفي لفظه اختلاف واختصار، واليك نصه: عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: لما صدر النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم من حجة الوداع قال على المنبر: يا أيها الناس إني مسؤول وانكم مسؤولون، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وجهدت ونصحت فجزاك الله خيرا، فقال: أليس تشهدون أن لا آله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وان جنته حق وناره حق، والبعث بعد الموت حق؟
قالوا: بلى نشهد بذلك قال اللهم اشهد، ثم قال: أيها الناس إن الله مولاي وانا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، ثم قال: إني فرطكم وإنكم واردون علي الحوض حوض أعرض مما بين بصري إلى صنعاء فيه عدد النجوم قدحان من فضة وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني