بسفينة نوح عليه السلم، أن النجاة من هول الطوفان كانت ثابتة لمن ركب تلك السفينة وأن من تمسك من الأمة باهل بيته صلى الله عليه وآله وأخذ بهديهم كما حث عليه صلى الله عليه وآله في الأحاديث (المروية عنه صلى الله عليه وآله كحديث الثقلين وغيره) نجا من ظلمات المخالفات، واعتصم بأقوى سبب إلى رب البريات.
(وقال العلامة) الحسن بن محمد الطيبي في كتابه (الكاشف) شرح المشكاة للخطيب التبريزي (قوله) (أي قول أبي ذر): وهو آخذ بباب الكعبة أراد الراوي بهذا مزيد توكيد لاثبات هذا (الحديث)، وكذا أبو ذر اهتم بشأن روايته فأورده في هذا المقام على رؤس الناس ليتمسكوا به (وفي رواية) له بقوله:
من عرفني فانا من قد عرفني ومن أنكرني فانا أبو ذر، سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول الا إن مثل أهل بيتي (الحديث) أراد بقوله: فانا أبو ذر المشهور بصدق اللهجة وثقة الرواية وأن هذا حديث صحيح لا مجال للرد فيه، وهذا تلميح إلى ما روينا عن عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: سمعت رسول الله يقول:
ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء أصدق من أبي ذر (وفي رواية) من ذي لهجة أصدق ولا أوفي من أبي ذر شبه عيسى بن مريم، فقال عمر بن الخطاب كالحاسد يا رسول الله أفتعرف ذلك قال ذلك فاعرفوه، أخرجه الترمذي وحسنه (قال) الصغاني في (كشف الحجاب) شبه (النبي صلى الله عليه وآله) الدنيا بما فيها من الكفر والضلالات والبدع والأهواء الزائغة ببحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض، وقد أحاط بأكنافه وأطرافه الأرض كلها، وليس فيه خلاص ومناص إلا تلك السفينة، وهي محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله (ومتابعتهم في جميع الأمور الدنيوية والأخروية في الأمور المعادية والمعاشية (العبقات ج 2 ص 719).
(وقال العلامة) ملك العلماء الدولت آبادي في كتابه (هداية السعداء)