مقدمة المؤلف بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله المبعوث إلى الثقلين، والمخلف فيهم الثقلين كتاب الله وعترته أهل بيته سنن النجاة الذين باتباعهم والتمسك بهم والسير على هديهم يكون النجاة من الهلكات، والفوز باللذات، (وبعد) فيقول الراجي للنجاة باتباعه النبي صلى الله عليه وآله وكتابه الكريم وأهل بيته السادة اللهاميم عليهما السلام: عند مراجعاتي إلى أحاديث سيد الكونين، وسيد الثقلين صلى الله عليه وآله وعلى الأخص حديث الثقلين وحديث السفينة فقد وجدت أخبارهما كثيرة ومختلفة متفرقة ومنتشرة في كتب التفسير والحديث والتاريخ، فرأيت أن أجمع شتاتهما حسب الامكان. في سفر واحد، كي يسهل لطالبيهما الاطلاع عليهما، والانتفاع بهما، والاخذ بمضامينهما، سائلا الله تبارك وتعالى وجميع إخواني المسلمين للاطلاع عليهما ثم العمل بهما وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب.
ولنذكر أولا حديث الثقلين ممن هو من أحد الثقلين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام وممن رووه عنه عليهم السلام، ثم ما رواه بقية الصحابة الكرام، وبعد ذكر حديث الثقلين وما يرجع إليه أذكر إن شاء الله تعالى حديث السفينة كذلك ثم ما يرجع إليه حامدا شاركا أولا وآخرا.