(ومنهم) صاحب سير الصحابة أبو موسى المدايني فإنه خرج حديث الثقلين في كتابه بسنده المتصل عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الفزاري، ولفظه فيه زيادات عما تقدم نقله من كنز العمال، ولعل علي المتقي الحنفي اختصره وهذا نصه كما في (غاية المرام ص 214) الحديث التاسع عشر عن حذيفة بن أسيد الفزاري قال: لما نزل رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم الجحفة صادرا عن حجة الوداع نهى أصحابه عن سمرات في البطحاء متقاربات ان ينزلوا تحتهن حتى إذا نزل القوم وأخذوا منازلهم ارسل لتلك السمرات فقم ما تحتهن من الشوك وسوين عن رؤس الجبال حتى نودي بالصلاة فصلى تحتهن ثم قام رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا دون عمر صاحبه ولا أراني الا موشكا ان أدعى فأجيب، وانا مسؤول وأنتم مسؤولون، ألا فهل بلغتكم؟ فقال الناس قد والله بلغت وجهدت وحرضت فجزاك الله عنا خيرا قال أفلستم تشهدون ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله وان البعث بعد الموت حق، وان الجنة حق، والنار حق؟ قالوا: بلى نشهد بذلك، قال: اللهم اشهد، ثم قال: أيها الناس إن الله مولاي وانا مولى المؤمنين وأولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا مولاه وهو آخذ بيد علي عليه السلم ثم قال: اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه، قال: فليسمع الشاهد الغائب والأبيض الأسود، والكبير الصغير، ثم قال: أيها الناس إنكم واردون علي الحوض وعرضه ما بين بصري وصنعاء وفيه عدد النجوم قداحا من فضة وذهب، ألا واني سائلكم حين تنزلون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما حين تلقوني قالوا: وما الثقلان يا رسول الله قال: الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به ولا تضلوا ولا تبدلوا والثقل الأصغر عترتي أهل
(٣١)